بقلم الشاعر المبدع / احمد لخليفي الوزاني

الفكر فوق التعصب

تمهيد

تسامي الفكر: احترام الآخر في زمن التعصب

سألني صديق ذات مرة:
"كيف تتصرف مع أعدائك؟"

فأجبت بهدوء:
"العدو… مصطلح مفبرك، صنعه المستعمر ليزرع الخوف والفُرقة في شتى ربوع المعمور."

هنا يبرز صدى فولتير، الذي دافع عن حرية الفكر وانتقد التعصب والاستبداد، مؤكدًا أن احترام الرأي الآخر شرط أساسي للتعايش السلمي. الاختلاف ليس تهديدًا، بل فضاءً للحوار.

وأضاف جون لوك: احترام الآخر واجب، حتى لو خالفك، لأن حرية الاعتقاد والتعبير أساس المجتمع المدني والحق في المشاركة الإنسانية.

تابعت:
"عفوا يا صديقي، من يختلف معي في الرأي أو الشعور، لا أسميه عدوًا، بل حليفًا معارضًا. نحن لسنا في صراع بين حق وباطل، بل في تفاوت طبيعي في فهم الأمور وإدراكها."

ويأتي صوت عبد الحسين شعبان: المختلف هو حليف في تجربة الوعي المشترك، وليس خصمًا يستوجب المواجهة. التعددية الفكرية ليست أزمة، بل فرصة للحياة المشتركة، وفهم الآخر طريق للحكمة والسكينة.

هو يقول اليوم: الأحد، وأنا أجيبه:
"نعم، الأحد… ولكن الأحد الذي تتحدث عنه كان البارحة، وليس اليوم. الزمن يمضي، ونحن نحمل ما مضى، بينما الواقع يتغير بلا توقف."

وهكذا، بين الأمس واليوم، بين المختلف والمتفق، أستقر على أرضية فلسفية صلبة:
الاختلاف ليس عداءً، والصمت ليس استسلامًا، والفهم المتفاوت ليس فشلًا. بل هو دعوة للتأمل، لرؤية الآخر كحليف معارض، مرآة تكشف أبعادًا جديدة للوجود الإنساني، وتجعل من الحوار مساحة للحياة المشتركة، وليس ساحة صراع.

بقلم شاعر وزانسيان
أحمد لخليفي الوزاني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة