بقلم الشاعر المبدع / جلال الدين ابو اللبل

--

              (مولاتي)
كتبتُ الشعرَ في عينيكِ مولاتي
وبِتُّ الليلَ رهينَ الفكرِ والآهاتِ

أُسامرُ طيفَكِ العابرَ في ذِكْرايَ
وأَلْهُو كطفلٍ يلهو مع الفَراشاتِ

صحراءُ قلبي، لا ماءٌ ولا مَرعى
ولا غيمةٌ تُمطر في كاساتٍ أناتي

حتى رأيتُكِ، فاستبشرتْ سُحُبي
وتنفَّسَ الصبحُ في وَجناتِ مِقلاتي

رَقَصَ النسيمُ على أنغامِ أغنيةٍ
من بَوحِ شعري، على وَترِ النبضاتِ

كلَّ مساءٍ حليبَ النجمِ أحملُهُ
لِتَحتَسِيهِ حليب النجمِ مولاتي

فما كتبتُ الشعرَ فيكِ تَغَزُّلًا
إلّا اقتبستُ من عينيكِ كلماتي

كنتُ من الأمواتِ محتسبًا
لوطنٍ، من قبلُ، يضمُّ رُفاتي

حتى رأيتُكِ، والأزهارُ ضاحكةٌ
فأيْقنتُ أنّي قد أدركتُ ميلادي

حجابُ بابكِ — لا تَعلَمينَ — سيّدتي
قد ألقَيْتِ في الملكوتِ فؤادي

وتبدّلَ القلبانِ حديثَ هوائهما
وتعاهدا لِلقاءِ يومٍ آتِ

أتيتُ، وسِكَّ العهدِ أحملُهُ
لأُبحِرَ في عينيكِ ساعاتِ

فهل تقبلينَني وشعري، سيّدتي؟
إنْ كتبتُ فوقَ الشمسِ أبياتِ

لو تطلبينَ النجمَ، أقطِفُهُ
وأصنعُ منه تاجًا لكِ، مولاتي

أنا الجنوبُ، صعلوكُ قافيةٍ
وُلدتُ رجلًا من رحمِ الكلماتِ
#ابو الليل 

---

✦ .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة