بقلم الشاعر المبدع / محمد الدبلي الفاطمي

رمينا في تخلّفنا الشّبابا

أرى التّعليمَ في وطني عقيما
وفي تدريســــنا فاقَ الذّميـما
مناهجهُ استبدّ بها انحطاطٌ
فأنجـــبَ عندنا بشراً عقـــــيما
وإنّ الغشّ في التّدريس جُرمٌ
سيتركُ بيننا ضــرراً أليــــــــما
ألم ترَ كيف حَوّلنا التّدنّي
إلى قومٍ غدوْا بشـــــراً قديــــما
نلومُ ظروفَنا والعيبُ فينا
وشرُّّ الخُبثِ أنْ نبقى هشــــــيما

نراوغُ بالنّفاقِ وبالحيلْ
ونخدعُ في مُـــــمارسةِ العــــملْ
نبيعُ الدّينَ بالدّنيا كأنّا
سنـــخلدُ فـــي الحـــياةِ بلا أجلْ
وكيف سنهتدي وشعوبُ قوْمي
تُعظّمُ في ثقافتِها الحِـــــيلْ
تعلّمُ نسلها ما ليسَ عِلماً
وتنــــــسى أنّــــــها ترْعى الدّجــلْ
وهذا الوضعُ أصبحَ في بلادي
يهدّدُنا بصاعقةِ الشّــــللْ

رمينا في تخلّفنا الشّبابا
وكان الدّينُ في وطــني حِــــجابا
نُغالطُ في الحقائقِ ليس إلاّ
ونتّــــــــخذ الخداع لنا كــــــتابا
وما التّدريس للأطفال إلاّ
ليُصبحَ في السّلوكِ لهــــمْ مَتابا
وحملُ رسالةِ التّدريسِ صَعْبٌ
ومن سلكَ الهُدى وجدَ الصّوابا
ومن طلبَ الهُدى منْ غيْرِ علمٍ
سَيلقى في عواقبهِ الخَـــــرابا

سكنّا كالقوارضِ في الجُحورِ
وبدّلنا المودّةَ بالنّفـــــــــورِ
تصدّعَتِ القرابةُ فاستبدّتْ
بنا الأحقادُ في نفـــــقِ الغُـرورِ
وشاعَ الشّرُّ بين النّاسِ كُرْهاً
فعربدتِ الضّمائرُ في الشّرورِ
كأنّ شُعوبَنا من قومِ لوطٍ
تجاوزَ شرُّها كلّ العــــــــــصورِ
متى ندركْ تعاسَتنا سَنصْحو
ونومُ النّاس أشبهُ بالقـــــــبورِ

علينا أنْ نخافَ وأنْ نُطــيعا
لنبقى في مدارسنا قَـــــــــطيعا
ألفنا القحْط في التّفكير لمّا
طردْنا من ثقافـــــتنا الرّبيعا
وشئْنا أن نعيشَ بلا مصيرٍ
ولا أملٍ يكونُ لنا شَفــــــيعا
وهذا أسوأ الأوضاعِ نحْساً
بمجتمعٍ أصرَّ بأنْ يُطـــــــــــيعا
وإنّ الغشّ في التّأهيل يُعْدي
كعدوى الدّاءِ يسْتشْري سريعا

سيدركُ ثورتي البشرُ اللّبيبُ
ويفـــــــقهُ ما أسطّرهُ النّجيبُ
سئمتُ العيشَ في وسطٍ لئيمٍ
أحسُّ بأنّني بشــــــــرٌ غريبُ
يُحاصِرني النّفاقُ حصارَ داءٍ
بمجتمعٍ تخلّفهُ عـــــــــجيبُ
تفشّى الدّاءُ بالعدْوى سريعاً
فما نفعَ الدّواءُ ولا الطّــبيبُ
وتلك مُصيبةٌ نزلتْ علينا
وفوقَ رُؤسنا اشْتعلَ المشــيبُ

أساتذةُ المدارسِ في الوطنْ
أماتوا الفقهَ في رَحِمِ الزّمنْ
يعلّمُ جلّــــهمْ علماً هُراءً
وعند الجَنْيِ تُكْتشفُ المِـــحنْ
كأنّ الغشَّ في التّدريسِ فنٌّ
وهذا ما سيعــصفُ بالوطنْ
سيتركُ في شَبيبتنا عُيوباً
مساوِئُها التّورّطُ في الفــــتنْ
وإنّ وزارةَ التّعليمِ أدْرى
بما طال المدارسَ منْ وهنْْ

محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة