بقلم الشاعر المبدع / أسامة صبحي ناشي

(( بابا الجامد ))***

أبي رجل من فولاز  ....
ليس كباقي البشر من لحم ودم  ....
لا يجيد إلا لغة الفعل والإنجاز  .....
لا يغلبة ضعف أو فكر أو هم  ...
قلبة يعمل بطبيعة السكون والإهتزاز  ....
ولا يفرق معه قول المدح أو الذم  ...
كل الأمور لديه واحد من خسر كالذي فاز  ....
أبي لا مثيل له فلا خال مثله ولا عم  ....
وأبي لا يعرف الإنكسار فقط تجاوز وإجتياز  ...
فهو كائن غريب لديه الكيف والكم  ....
أبي جدار وحائط أبي جبل صخري بإمتياز  ....

أبي شخص جامد لا يتألم  .....
تمر عليه كل الدروس  ....
ومنها لا يستفيد أو يتعلم  ....
متعسف لا يقبل النقد أو النصح  ....
يسكت الأصوات ويكتم الأنفاس ..
 كي وحده يتحدث ويتفوه و يتكلم  ...
 لا يعطي بيمين أو بيسار  ....
 فقط يستولي ويأخد ويتسلم  ....

أبي لا يحزن لا ينكسر لا يدمع  .....
يواجه ولا يتنازل  .....
ولو كان في وجه العالم أجمع  ....
لا يلقي بال لأحد  ....
فقط صوته يفهم ويسمع  ....
لم أرى وجه أبي يوم ضاحك  ....
ولا عينيه بالدموع تترقرق و تلمع  ....

للأسف أبي لا يعرف إلا الصبر والصمود  ....
لكنه دوما يتفق وينقد العهود  ....
لا يجيد العيش في عالم  ....
إلا كان فيه يقود ويوجه ويسود  ....
أبي دائم التعدي علي الحريات  ....
وربما كان ظلمه في أحيان بلا حدود  .....
أبي محب للقهر والقمع و السحق  ....
ولو كان في مقدوره  ....
لعلق لنا المشانق وكبل أيدينا بالقيود  ....

ليت كان لأبي أي بديل  .....
بلغ من العمر أرذله  ....
ولم يأت علي أي شيء بدليل  ....
يتشدق بشعارات و عبارات  ....
لا يفهمها إلا هو  .....
وأحلامه لا تقبل التأويل  ....
جاف المشاعر معدوم الحنان  .....
في كل شيء طيب تجده شحيح وبخيل  ....
كم سأمت من هذا الرجل  ......
وقد عشت بين يديه عمر طويل  ....

وآبي شخص لا يحتمل  ....
يقتل بداخلي الطموح والأمل  .....
مهمل و خامل وكسول  ....
يضيع الوقت ولا بحب العمل  ....
يطيح بكل شيء جميل  ....
ويدمر كل قائم ولو إكتمل ....
و غريب أنه يفرض رأيه .....
وإن كان ليس له في الأمر ناقة ولا جمل  ....

وأبي يا سادة شخص قاس حاد وعنيد  .....
يعذب من يجاورة ويطيل ويزيد  .....
لا يكتفي بقهر من حوله  .....
لكنه يكرر ظلمة ويعدة من جديد  .....
لا تكتسب منه خير أبدا ولا فضل  .....
بل هو الذي يأخذ منك وينتفع ويستفيد  ....
أبي مثل الثلج وقت الشتاء  .....
ومثل النار يوم حر شديد  ......

لن أندم يا أبي عليك يوم الفراق  ....
كم قلت لك إن أردت أن تطاع  ....
فقل ما يحتمل وما يطاق  ....
ولتضع يا أبي لنفسك حجم معلوم  ....
فكل إنسان له حد ومدي ونطاق  ....
وأراك يا أبي كبرت و هرمت  ....
فلتترك مكانك ولتخرج من السباق  ....

أسامة صبحي ناشي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة