بقلم الشاعر المبدع / محمد الدبلي الفاطمي

ســـــألـــــتُـــها

سألتــــها قائلاً:يا قبـــــلةَ الأدبِ
هلْ أنت آتيةٌ من سالفِ الحـــقبِِ

أمْ أنت زائــــــــرةٌ من أرضِ أندلسٍ
أم تحفةٌ هجرتْ موســـــوعةَ العربِ

شممتُ فيك نسيماً منْ حضارتنا
فقلتُ:كيف أتتْ صنّــاجةُ الطّــــربِ

أتلك فاتــــنةُ التّاريخ قد قدمتْ
تختالُ بــــين روادِ الشّعرِ في الأدبِ

قالت:أيا ولدي إنّي مُشـــــرّدةٌ
بعد احتلالِ شعوبي واعـــــتقالِ أبي

وطأطأتْ رأْسها والحزنُ يأسَـــرُها
أنا التي كنتُ شمساً في هوى الـــكتبِ

أهلي أضاعوا بفعل اللّهْوِ موطنَهُمْ
وشــــبْرقوهُ فبيعَ المجدُ بالـــعنبِ

أبكي على وطني في الكونِ هائمةً
من بعدما غربتْ شمْسي ولمْ أغبِ

أنا العروبةُ في الــــقرآنِ قد حـملتْ
 قولاً ثقــــــيلاً بذكراللهِ في الــحقبِ

أنا المـــــــآثرُ في الأقْصى وفي عدنٍ
أنا الشّهامةُ في مـــــصرَ وفـــي حلبِ

أنا الحضارةُ أعطتْ منْ مَــــكارمِها
فــــضلاً كــثيراً من الياقوتِ والذهبِ

رموْا لساني بِعُقْمٍ في مدارسِهِمْ
وليتـــهُمْ قوّموا التّفــــكيرَ عن كثبِ

وأبعدوني عن الإعْرابِ فانطــــفأتْ
شمسُ البيانِ بِلــــــــغْوٍ ليسَ منْ أدبي

أنا المحيطُ الذي في قَعْـــــــرهِ دُرَرٌ 
وفيه قوتٌ من الحـــــيثانِ والـــــعجبِ

تركتُ في أثري اللإسلامَ فلسفةً
وليس مثل كـــــتابِ الله فـــــي الكتبِ

وسعتْ ديناً بذكرِ اللهِ مُنـــــفَرِداً
يُتلى مُبيناً على الأطــــفالِ والــنّخبِ

لسانُ حالي يقولُ اليومَ :إنّ فمي
مُكـــمّمٌ بلــــــــجامِ اللّــغْو والكربِ

وأمّتي في وُحُولِ الجهلِ قد غرقتْ
فأصـــبحتْ مَرتعاً للنّهبِ والــــشّغبِ

تضعضعتْ لغتي في جوفِ مُجتمعي
 لــــمّا تورّطَ في البــــلوى ولمْ يتُبِ

وجرّهُ الكسلُ المــعْتوهُ نحْو غدٍ
في حُضنِهِ الضّادُ قد أضْحى بلا نسـبِ

ورقّعــــوني بلغوٍ في مدارسِهم
فضــجّ شعري ونامَ البعثُ في كتبي

فكــــــيف أسعدُ واللأيّامُ قد نزعتْ
منّي بهاءَ فـــــنونِ العلمِ والأدبِ

يا حاملاً قـلمَ الإبداعِ في وطــني
أسْـــقطْ قـــــناعَ هراءٍ يلعبُ بي

وانزعْ بشعْركَ داءَ اللّغْو من جسدي
وابعثْ بيانَ فصــــيحِ القولِ في لقبي

فأنتْ ياولدي مُستــــقبلي وغدي
ولا أريـــدُكَ في الأبناءِ مُـــغْتصبي

محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة