بقلم المفكر والأديب / د . علوى القاضى

 «(§)» رمضان كريم «(§)»
يهنئكم : د/علوى القاضى.
. . كل عام وأنتم بخير . .
... أيام ويهل علينا شهر رمضان المعظم ، أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وٱخره عتق من النار
... إختصار رمضان في عبارتين : ‏رمضان قصير لايحتمل التقصير ، وقدومه عبور لايقبل الفتور 
... فكلما تكاسلت فتذكر قول الله تعالى : ( أياماً معدودات )
... رمضان بين أحد عشر شهرآ ، كيوسفَ بين أحد عشر كوكبآ ، فلاتقتلوه ، ولاتلقوه في الجب ، ولاتبيعوه بثمن بخس ، بل أكرموا مثواه ، فعسى أن ينفعنا ، أو نتخذه شفيعاً لنا يوم الحساب ، أدعو أن يبلغنا الله رمضان ويجعلنا وإياكم ممن وفق لإغتنامه ، ويسعد الله أوقاتكم بأيامه وخيراته
... أحبابى إحذروا لصوص شهر رمضان :
. . اللص الاول ( التلفزيون ) : لص خطير يفسد صيام الناس وينقص الأجر بسبب المسلسلات والبرامج التافهة والسهرات الماجنة
. . اللص الثاني ( الأسواق ) : لص متخصص في هدر المال والوقت بلاحساب ، للتغلب عليه حدد هدفك قبل الذهاب
. . اللص الثالث ( السهر ) : سارق أغلى الأوقات يحرمك من التهجد والإستغفار في الثلث الأخير
. . اللص الرابع ( المطبخ ) : وخاصة النساء تقضي وقتا طويلا لتحضير أطباق كثيرة لاتكاد تختلف عن بعضها إلالحظة مرورها بالفم وقد يلقى الكثير منها في القمامة
. . اللص الخامس ( الهاتف ) : طول المكالمات ومايترتب عليها من ذنوب ( غيبة ، نميمة ، قيل وقال ، وإفشاء الأسرار )
. . اللص السادس ( البخل ) : يحرمك أجر وثواب الصدقة على الفقراء والمحتاجين التي تقي من النار وخاصة صدقة شهر رمضان
. . اللص السابع( المجالس ) : الخالية من ذكر الله والتي تكون حسرة على أصحابها يوم القيامة
. . اللص الثامن ( النوم ) :  عن الصلوات في نهار رمضان ، وعدم حضور الجماعة وبالخصوص صلاة الضهر وصلاة العصر 
. . وأخيرا كبير اللصوص ( وسائل التواصل الإجتماعي ) : إن لم تستغل فيما يرضي الله
. . فالبدار البدار والهمة الهمة ، فما هي إلاأيام معدودات وفقني الله وإياكم إلى كل خير لإستثمارها فيما يحبه ربنا ويرضاه كان الحبيب محمد صل الله عليه وسلم إذا دخل رمضان شد المئذر وأيقظ أهله
... من الملاحظ إصابة الميديا العربية بتخمة فى ماتقدمه من برامج ومسلسلات ومواد إعلامية لاتتفق وأخلاقنا ومنهجنا الإسلامى وبالذات فى شهر رمضان ولهذا سألت نفسى هذا السؤال : لماذا لايحترم الإعلام العربي رمضان ؟!
... لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني ؟! 
... لست مسؤولا ولاشيخا ولاداعية ، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي ( رحمها الله ) تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان ، وقتها كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة الفوازير بينما يتابعها كل أصدقائي ، ولم يقنعنى إجابة والدتي المقتضبة “ رمضان شهر عبادة مش فوازير ! ” ، ولم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لافائدة منه ، فكنت أحدث نفسى : كيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟!
... أحبابى من منكم سيدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط في رمضان ؟! ، كما كانت تفعل أمى ( رحمها الله )
... مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطت أحداث الدراسة والعمل على سؤالي الطفولي ، حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل عجوز أمى فى أقصى البلاد ( كما حكى لى صديق ) ، كان عامل أمريكي في كافيه إعتاد صديقى إحتساء القهوة فيها ، وفي اليوم السابق ليوم الكريسماس دخل لشراء القهوة كعادته فإذا بذلك الرجل العجوز يضع أقفال على ثلاجة الخمور ، فسأله ( وكان صديقى حديث العهد بقوانين أمريكا ) : ” لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة؟! ” فأجابه : “ هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح ” ، نظرصديقى إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية ، لماذا تتدخل الدولة فى شيء مثل ذلك ؟! فقال له الرجل : ” الإحترام ، يجب على الجميع إحترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا ، إذا فقد المجتمع الإحترام فقدنا كل شيء ”
... نعم الإحترام ياأحبابى ( الإحترام ) ، ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لأيام وأيام بعد هذه الكلمات ، فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا 
... ولكن أحبابى المسألة ليست مسألة حلال أو حرام ، إنها مسألة إحترام للشعائر ، فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام ، وليس من الإحترام السكر فى معية ذلك الضيف ، فلتسكر فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك ، أنت حر ، ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا ! ( هذه فلسفتهم ) 
... ألسنا أولى منهم بإحترام وتعظيم شعائرنا
... أتمنى أن نحترم شهر القرأن ، ونعرف ماذا نشاهد ومتى نشاهد
... ومن ترك شيئا إبتغاء مرضات الله عوضه الله خيرا منه ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
... تحياتى ...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعرة المبدعة / هالة خالد بلبوص

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة

بقلم الشاعر المبدع / على المحمد