بقلم المفكر والأديب / دكتور علوى الفاضى
!!,,ثقافة الفساد والإفساد،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... ( الفساد ) معناه إخراج الأمر عن سياق ماخلق من أجله بمعنى إفساده بأن يؤدى مهمة خلاف مهمته , وعكسها ( فلاح ) الأمر أن يكون فيما جعل من أجله وتحسينه حتى يؤدى مهمته على أكمل وجه
... وحينما قال ربنا للملائكة جل جلاله " إنى جاعل فى الأرض خليفة " ، كان ردهم : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فالإفساد فى الأرض موجود منذ أن إختار الله الإنسان خليفة له فى الأرض لذلك أرسل الله الرسل والأنبياء لهداية البشر وتطبيق منهج الله فى الأرض ونشر الإصلاح والفلاح ومقاومة الفساد والمفسدين
... وحينما يخرج البشر عن منهج الله وحينما يسكت أهل الحق عن أهل الباطل ولايأخذوا علي أيديهم ، يظن أهل الباطل أنهم علي حق وتختل موازين الكون وينتشر الفساد ويكثر المفسدون وتصبح لهم اليد العليا
... تعرض ثعلب لحادث فقطع ذيله ، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟!
... قال له : إني أشعر بسعادة غامرة وكأني طائر في الهواء يالها من متعة وأستطاع أن يقنعه بأن يقطع ذيله هو الٱخر !
... فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثله ، سأله : لم كذبت علي ؟!
... قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لم يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا ، وظلوا يخبرون كل من يجدوه بمتعتهم كذبا حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل !
... ووصل بهم الأمر أنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه !
( فإذا عم الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ، واتخذهم السفهاء محل سخريتهم )
... قال شُريح رحمه الله :
" ليأتين على الناس زمان يُعيَّر المؤمن بإيمانه ، كما يعير اليوم الفاجر بفجوره حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه "
... إن المجتمع الفاسد إذا لم يجد للمصلحين تهمه ، عيَّرهم بأجمل مافيهم ( صلاحهم )
... ألم يقل قوم لوط : ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) ! فكانت طهارتهم وصلاحهم هى تهمتهم الوحيدة
... وليس الأمس بأسوأ من اليوم فهذا مايحدث اليوم مع الدعوة للتبرج ونبذ الستر والعفاف والرشوة والخمور والفساد المستشرى فى المجتمع
... وسيصل الامر الى تعيير الصالحون بصلاحهم فالمرأة المؤمنة ستعير بسترها وعفافها وسيصفونها بالتخلف والرجعيه والكبر والعقد ، حين يرونها تتمسك بحجابها وسترها الحصين ،
... وسوف يعيير الرجل المؤمن الفطن الورع بإيمانه وورعه وفطنته وخوفه من الله
... حينها ستدرك معنى ( أن القابض على دينه كالقابض على الجمر ) حقا لأنه يعلم أن بعد جمر الدنيا هناك جنة كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين ، وهنا سيكون فى حاجة شديدة لجهاد النفس والمفسدين
... أحبابى هناك ثوابت لايجوز التنازل أو التخلى عنها ، سيظل الحرام حراما ولو ارتكبه كل الناس ،
وسيظل الحجاب فرضا ولو خلعته كل النساء ، وسيظل الموت حقا ولو نسيه كل الأحياء ، وسيظل باب التوبة مفتوحا ولو عاد العبد للمعصية ألف مرة
... وحينما يتمكن الفاسدون فى الأرض ينتهى الأمر بهم أن يقتلوا الشرف ليحيا العار
... دخل جنود الأعداء قرية و اغتصبوا كل نساءها إلا واحدة من النساء الشريفات
... قاومت الجندي وقتلته و قطعت رأسه !
...و بعد أن أنهى الجنود مهمتهم ورجعوا ، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة و يبكين بحرقة إلا هي !
... خرجت من بيتها و جاءت حاملة رٲس الجندى وكل نظراتها عزة نفس وإحتقار للأخريات
... وحينما اعترضن على قتلها للجندى قالت : " هل كنتن تظنونني أتركه يغتصبني دون أن أقتله أو يقتلني "
...فنظرت نساء القرية لبعضهن البعض و قررن أنه يجب قتلها ، حتى لاتتعالى عليهن بشرفها وتظهر فسادهن ولكي لا يسألهن أزواجهن لما لم تقاومن مثلها !
...فهجمن عليها على حين غرة وقتلنها
... للأسف ( قتل الشرف ليحيا العار )
... هذا حال الفاسدين في مجتمعاتنا اليوم ، يعزلون و يحاربون كل شريف كي ﻻيكون شاهدا على فسادهم !
... رحم الله الشاعر العراقى المرحوم " مظفر النواب " إذ يقول معزيا الأمة العربية فيما أحل بالقدس من خيانات أصحابها :
. . القدس عروس عروبتكم
فلماذا ادخلتم كل زناة الأرض إلى مخدعها
. . ووقفتم خلف الأبواب تسترقون السمع لصرخات بكارتها
. . وتنافختم شرفا أن تسكت صونا للعرض ...... )
... تحياتى ...
تعليقات