بقلم الشاعر المبدع / احمد مليحيق


يعبرنا الفجر الى اقاصى البلاغة           
          
هل للطبيعة سعال
حين تحك بقعتها
على جلد الخواء؟
سأل العابر
ولم ينتظر
جواب الهواء
يقرع
هزيع روائح الشجر
فى الرؤى
ولم ينتظر
حتى الشاى 
أعدته
أمى 
وهى تلتفت لرمانة
أسدلت
حريرها
على أكتاف البيت
كنا
نملك
فى باحة الحلم
أشياء الواصلين
من آخر إنتظار
لنا
نسينا أين حدث
ذلك
ولم ننسى وقتنا
مشدودا
إلى أول عرق
للرحابة
فى أواصر البدء
لم ننسى كذلك
جدار البيت
يقشر
تحية
لأول فجر 
يطرق نعاس السماء
فينا
-كنتم بلا تردد
قال العابر
-وانتم
تمرون من شوائب
علقت 
ثم تدنت
إلى خفوت
الأزرق
على شفاه 
ورد محلق
فى المجال
-للواصلين خطى
قانية
فاحذروا
ذروة تفوح
أو 
ستفوح
من سفح غياب
سيلف 
أو 
ربما 
لف
وفرة الضيق
فيكم
إنتبهوا
للهاثكم سيحصده
أول الواصلين
إلى فارق طلّ
من نوافذ الفجر
على الشجر
فانتبهوا
لصمتكم
يبقع رخام
البلاغة لرجوع
يزرع
الحنين
على العتمة
تضوع من جذع 
البصر
وأحذروا
أن تتركوا
أبواب بيتكم
ترعى الغياب
فسيصيبها
الشيّب
كما أصاب رئتى
حين كنت
أربي أنفاسي
على سقف
البعد
قال العابر
ودلق خطاه
على ملح توسع
فى حديقة ستنز
من حفاوة
تسيح على صخب
التراب
فى الضوء 
للعابر
حكمة الصالحين
قالت أمى
وهى تطلق عنان
  حلمها
وتذره ذاكرة
للطبيعة
نسي العابر
فحم السؤال
يسيل
من شقوق الحدس
قلت
-لنعلقه حذو الليل
علّه يؤنس
الفراغ
ويربك هدوء
الفراشة
قالت أمى
-لننتظر الواصلين
فلربما
يحملون غفلتهم
ويخطؤن فى عدّ
اسماءنا
على الواح السماء
المنقوعة
برهافة السهو
على أيدينا
ولربما
أيضا
للواصلين أسلاف
زينوا حديد
خناجرهم
بيبس
آلف وجودنا
فاستعدوا
وأزرعوا
عرائش من بياض
الريح
على الطريق
فحتما
سيخطؤن مواقيتنا
فى الذهاب إلى البئر
ويخطؤنا
حجرنا
ويخطؤنا
لغتنا
فلهم غفلتهم
ولنا صبح يلعق
بلباقته
صحوة المعنى
فى صور قرب الفصاحة
ولنا أيضا
فحوى الرحابة
تزين كاف الفكرة
ونون الدنو
من أول البدء
إلى أول البدء
فانثروا بلاغة الفجر
فيكم
ولا تقربوا خدوش التفاصيل
ففيها دلّ العابر
عن بلل المقبرة
بظلال الذاكرة
ولا تنسوا أناملكم
مبسوطة
لتعبركم اللّغة
إلى فج
فى الذاكرة
      #####              
كنا 
هنا نزرع الضحكات
عل. عروق الحديقة
لنزوة الشتاء
وكنا أيضا
ننفض التجاعيد
من غصون تتدلى
على سجية البيت
نربى القمر 
فى غرفة الضيوف
نمسح عن أملنا
سخام العتمة
كما كنا
نسقى الفرح
ببداهة الذكريات
كنا بلا هوس 
يربك مياهنا 
زرعنا تحية على الباب
حتى نؤننس المارين
ورمانة لمؤنة الصيف
وكنا
نروض قرنفلة شاردة
فى اليقظة
لها أنفاس الفصاحة
لم يك لها نضارة 
لتدلنا
على طريق البياض
فى حديثنا
كان لنا كل هذه الرحابة
فى هزيع بطء
يطلّ من فروة السماء
سماؤنا
على أسمائنا
تنمو من ابجدية
ألأرض
إلى أن جاءنا العابر
وأخبرنا انهم
على بعد هلالين
من بيتنا
من سمائنا
من أسمائنا
من ريحنا
ومن حروفنا
أقاموا خريفهم
ونصبوا الخيام
على خيال لنا يرعى
مع هواء الفوت
قال العابر انهم
-نصبوا الفخاخ
لرحابتكم
وشٍركا
لإنفلات الفصاحة
من اناملكم
فأستعدوا
ولا تفرطوا
فى تقليم عتمة
ستحط
على أنفاس زرعتموها
على شقوق الشغف
كنتم هنا
وكنت
اجوب الخيال
وانا ابحث عن غبار
لليل تاه
من قبضة الفيض 
فيكم
قال العابر 
حين مرّ بنا
وما كنا 
نصغى لخوائه
يقع قرب نقش
لنا
على غصة التشوّف
للفكرة
فى وقتنا
وما كان ينبغى 
أن نترك
متسعا لأيدينا 
على ضوء البداية
  #######
العابر نذر صمته
للخفوت
يُنقٍع الغيب
بهشاشة البداهة
يصيغ زوائدا
لنقش يطفو
من نواصى الفوات
العابر إكتفى 
بعراء النبات
من إهتزاز النسق
وبرماد جاثم على نطف
التوّقع
العابر بملامح لزجة
يكوّم توترا
على يبس الايقاع
ونشوزادقيقا
للفراغ
#######
أذكر جيدا
عندما كنت
بلا خدوش تفوح 
من مزاج الطفولة
كنت أرقب 
أسراب الحمام تمرّ 
ألوح 
ثم الوح
الوح
لنماء سيربت 
على أكتاف الفراغ
لا شيء يربض
على رئة الوردة
اسمع أنّات ناى
تتسرب من مسامات 
الأرض
أذكر جيدا
أشجار (الكالبتوس)
تحدق فى غيابنا
أن نحن غبنا
و تهدهد البيت
إن نحن إبتعدنا
عن خواء ربما ينهمر
من حلق السماء
وتجويف طفيف
يطرأ على تجاعيد
لنا فى الحقول
أذكر كل هذا
وانا اقطف من زوائد
الطريق وقتا
لوقتي
لم يعد الفجر
كما كان
اخذ بحته و عبر
إلى اقاصى البلاغة
وترك لنا
نشاز الذكريات
######
لما العابر
أتى من طريق مملّح
بالتيه
دلق الغبش
على فصاحة المكان
لم نعد كما كنا
توسعت الغفلة
فى مجال الرؤية 
تقلّص الرخام 
على الكلام
بدا ملائما
لبقع النظر
على أنفاس الكثافة
مازال صوت 
أمى 
يتدلى من اطراف
البياض
-هم الآن
فى  الأقاصى
كما قال العابر
لا تنسوا زرع غرائزكم
على أعشاش الحمام
لا تنسوا أن تنثروا  
غبار الموسيقى 
على قاع الفكرة
إذا اقتربوا
خذوا سجية الفخار
فلنا فى الاقاصى
بلاغة
ولنا دهشة لليدين
حين زرعنا الليمون
فى الحلم
حين وزعنا رهفة  المعنى
على نشوء
سيطلع من لهاث الأرض
سنبدأ
تقول أمى 
-من نعناعة  صدأت
على آنية الصمت
وسنبدا فى تزيّن
جذع الريح حتى يدنو 
من بيتنا
صخب ثلج يرين
روائح الأول
من كل شيء
وأول الواصلين
إلى بقع الحرير
فى زخة نمش
سينّز
من الذاكرة بلا صحو
ينفض  صخبا
علق بالأصابع
ليعلو حسّ من حمأة
الطريق
فينا
فلا تلتفتوا 
الى زجاج الكهوف
واغرفوا من الكتف
توترا
لالهاء الواصلين
عن بلل الذاكرة 

#####
الواصلون
من حفر اللّشيء
ليس لهم بحر
ولا قمر 
ليس لهم
غيم
يسندون عليه ثقوبهم
جاءوا من اقاصى
البهتة
ليجرفوا 
فجرنا
فكرتنا
دهشتنا
ونحن نرتق تناسقا
يليق
بيباس الفكرة
على وبر الغموض
الواصلون 
لم يألفوا ذروة الملح
فى الأغنية
لم يألفوا
مرونة الماء
على اسماءنا
الواصلون
لم يصلوا بعد
إلى عراء العشب
من حروف المكان
لم يصلوا 
إلى بطء سيحل 
فى المجال
لن يصلوا أبدا
أبدا لن يصلوا
إلى بداياتنا على سور
لنا فى الحكاية
أفردوا ربكتهم
فى الاقاصى 
وشحذوا غصتهم
بسلاسة المعنى
فى مجرى الخيال
فى سهونا
ولم يصلوا بعد
إلى أول الضوء
على نحاس الذاكرة
#######

هل للطبيعة غرائز
حتى نتكىء
على ما تبقى
من شهوة للانتماء؟
سأل العابر
ومضى إلى نبذة
من جموح لشجر
الأرنج فى الحلم
سألت أمى
-هل لنا ان نعيد
طفولة نهر
فى الجوار؟
ونحن كبرنا
على هذه الأرض
بلا أدران للطبيعة
بلا اى حاجة للسؤال
أن كان لنا 
ظلّ هنا 
وظلّ هناك
وجدار ننفض عنه
نزوة الحمام
قبل التشابه مع الرخام
فى زخم الشكل
أن نحن 
نظرنا بلا حنين
للمشهد
وهو يمر بتلكىء
من العاطفة
إلى جهة الريح فى الصدر
حيث كنا 
قد بقّعنا فراغات
التخيل
بيبس التحية
قبل وصولهم بقليل
كنا نتكلم
 عن شقوق الآت
فى زخّات للنعومة 
على المكان
قبل وصولهم
أمى توصينا
أن نخبىء
شمس الظهيرة
فى علبة الذكريات 
ولا ننسى ان نُبق
على ضحكتنا كما هى 
معلقة من طرفها
على شفة ضوء
فى نواحى الفيض
فيض لنا
ولا تلال لهم
كى يقتربوا
من صوتنا فى شساعة
الوقت
إذ نحن 
اومئنا للسماء بأننا راجعون
فلا تبتعدى
أكثر من أسمائنا
وسَيّجى بريشك
زينة لنا 
فى الذاكرة
#######
العابر الذى مرّ
زهاء غيمتين
او اكثر
لم يوضح الوضوح
حتى نتحسس غموض
عتبة حول الظلال
لم يعد إلى أول
الأبيض
كما وعد
لكننا 
وبكل ما فى التناسق 
من فحولة 
أعددنا أغنية 
للذاكرة 
#####
الواصلون
من سفح التراب
يجرّون نتوءات 
لغتهم
إلى مفاصل إيقاع
لنا
على هذه النوافذ 
يزرعون بحّة لفجرنا 
وترددا  ناعما للبداية
 على بلاغة الاقاصى
فى المنام
ليس لهم سوى
أفول البدايات
و مطر مملحا
على ليل الحواس
 لهم كثافة هشة
 للتأمل
وبلل ران نمنمة ذكرياتنا
على تفاصيل هذا الجدار
جاءوا بلا اي دهشة
ليخمشوا مزاج
هذا المكان 
ويضيقون ضجيجنا
على سحب صدأت
من كثب إنتظار
لنا
فراشة تحرس
نومنا
ولا شيء لهم
سوى كثافة الفراغ
فى الذاكرة
          أحمد مليحيق.              
             اوت 2023


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعرة المبدعة / هالة خالد بلبوص

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة

بقلم الشاعر المبدع / على المحمد