بقلم الشاعر الرائع / محمد قاسم ابو ثائر


ماذا بنا؟
أمشي على جرح الرمال وأنتشي
فيذوب دمعيَ بعد بضع ثوانِ
لا تسألوا عمّا أعاني إنني
من فرط صبريَ أعدموا وجداني
ضاع الوفاءُ تقطّعت أشلاؤه
وكذا الضمير ورحلة الأبدانِ

لم يبقَ فينا خصلةٌ نحنو لها
إلّا استحالت منية الأزمانِ
فإذا الرياح تبدلت حرنا بها
وكذا الغيوم بغيثها الفتانِ
قد أقحلت أيامنا وسهولنا
وتبخَّرت من مائها غدراني
هل ينمو في أرض الصحارىزرعنا
ويموج هرج الطفل بالأحضانِ
وتعود أمي وابتسامة ثغرها
وأبي المُعفَّر وانعقاد لساني
ويعود نجم الليل في إسعادنا
ونطوف فوق بيادر النسيانِ
بالله أسألكم فهل مات الرجا
بالوأد أم أنَّ الأسى عنواني
كنَّا كماالعصفورِ نشدو بالضحى
ونداعب الأفنان بالتحنان
فإذا كسرنا بعضه أول كله
فأبي يعاقب معظم الغلمان
ياليت عمري يستدير لوهلةٍ
فأرى خيال الراحلين أمامي
في حبِّهم وعطائهم جابوا الدنا
وتخلَّدوا في خفقة الأبدان
ياويحنا مابالنا بعزيمةٍ
هانت علينا نخوة الأوطانِ
ضاع الكتاب وكل فكر جامحٍ
واستؤصلت من راحتيَ بناني
فبقيت مبتور الثقافة جاهلاً
ونسيت قصداً منبتي الإنساني
ومنابر السكرى يلوح ضجيجها
فاستاء من ضيف الهدى فنجاني
صار اللئيم معزَّزاً ومكرَّماً
وبساط أهل العز بالقيعانِ
وإغاثة الملهوف صارت عيبةً
والغدر صار بضاعة الخزلانِ
هل مات فينا الخير أم بكيَ الثرى
والعبد صار مصاحباً للجانِ
حتى الطفولة أمكرت بحليبها
فاستنسخته وعاث بالأبدانِ
محمد قاسم ابو ثائر26/6/2023


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعرة المبدعة / هالة خالد بلبوص

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة

بقلم الشاعر المبدع / على المحمد