بقلم الشاعر / احمد مليحيق
ألّقم القاع بدع الفراغ
احمد مليحيق
أحيانا وأنا أحاول
رتق تردد نبت فجأة
من سحنة الوقت
يتبادر إلى مخيلة السماء
أن تستمني على قشرة الأضداد
فى عتبات الرّيح
من اي فجّ
ستطفو ملامح البطء؟
أو
من أي فجّ
طفت ملامح البطء؟
ومابي
لا يفى بنشأة تكرار
حلّ
بنعاس الجدار
هكذا
وبكل ما فى النقيض من شيب
وإنسياب يلائم ليونة الشغف
حيث مزهرية الوضوح
تتكأ على نواصى التشتت
حيث الفوارق تنزّ
من جهة فى النوافذ
وحيث كنت بلا إهتزاز
حتى أحاول ودون سبب بعينه
أن أكون سانحا
لكل طارئ فى المجال
وأن أكون
اما كان ينبغى
أن أنفض عن صوتي
غبار الغيب؟
قبل الخوض فى معترك النقيض
كان يمكن
أن أفرد وريد الفكرة
على مصرعيه
وألملم بإنتباه باهت
طرقات إنفرطت
من ضيق القبضة
ولكى أحسن التعامل
مع كل هذه اللّيونة
يتوجب زرع فصاحة
لارتباك الباب
حتّى يكون لائقا
لإنفلاة طلّ
من مفاصل التحيّة
يتوجب كذلك
قليل من الفراسة
كى ينمو قاع لهذا الفراغ
لطالما كنت بلا بداية
ولا حتّى بلل معلقا من طرفه
على إحدى حروف الكثافة
فى دمي
كنت بلا حدس
وأنا أزرع يبس الرحابة
وبالحلق سنابل ظلمة
لا يهمّ الهوامش التى حالت
بين هتاف الأيادى
وبين كل هذا التفاوت
مادام هناك
غزارة للبياض
ساحت
أو
فاحت
من عروق الموسيقي
وفارق هشّ
أطلّ
بين الخيال و التشابه
فلربما باغتتنى متاهة
وأنا على قاب وردة
ضالعة فى النشاز
كان لزاما
أن ارتب زوائد الصخب
كيفما إتفق
فلا يعنيني
ما دمت ألّقم القاع
ثوابت الفراغ
ما دمت تكرارا سلسا
فى الطبيعة
ومادام
هذا المكان لا يفاجأه إسمي
اذا
وبعد كلّ هذا
قلت
"من بدع الفراغ
أنه وإذا هششت عنّى
حيثيات السكون
فأنا بذلك أكون قد أتممت
إنشاء صمت يليق
بغزارة اليبس فى الحلق
وفى كلّ هذا المجال
أحمد مليحيق تونس
تعليقات