بقلم الشاعر المبدع / احمد لخليفي الوزاني

في ردهات المشافي

في ردهاتِ المشافي…
تتعثر خطاي في الفراغ
كأنها بلا أرجل،

وفي صدري
يسخر مني الوجع
ويستشيط
أنينًا وعنادًا
في البقاء
كأنّه لا يريد أن يرحل.

أضمُّ أنفاسي
كما يضم الغريق
قبضة من ماء
لتنقضه…
وهيهات…

وأصغي لنبضي
كالغريب يبكي،
ولا يدري لِمَ…

في ردهاتِ المشافي…
أرى وجوهًا
نصفُها صبرٌ،
ونصفُها انتظار،
والباقي…
حكايات تُدفن قبل أن تصرخ.

أُمسكُ روحي
كي لا تهرب،
وأربّتُ على كتفِ وحدتي؛
فقد صارت الرفيقَ الأخير
الذي لا يغادر.

وزانُ هناك…
بعيدة كأنّها حلم،
وبيوتُها تدعوني
من خلف الضباب:
"عُد…
فإن الغياب لا يليق
بابنِنا الشاعر."

لكنني هنا…
بين حقن وأسلاك
وصفير أجهزة
تراقبني
كما يراقب الحارسُ سجينًا
لا ذنب له سوى أنّه عاش طويلًا
مع الألم.

فيا أسفي…
هل لا يزال للضوء بقية
تنتظر عند حافّة صدري؟
أم أنّه أعياهُ ظلام ...
هذا الليل الطويل،
فصار خيطًا واحدًا .. 
يميل إلى الأفول؟

وأنا بينهما…
كورقة خريف
سئمت الوقوف،
وأدركت أنّ الريح عاتية…

فأذهلها السقوط
قبل الرحيل.

بقلم أحمد لخليفي الوزاني 
شاعر وزانسيان 
جميع حقوق النشر محفوظة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة