بقلم الشاعر المبدع / معز ماني

على جدران اللّيل المكسورة  ...
أشهد أنني أكتب على جدران الليل  
حكاية بلا أبطال وقصّة بلا مثيل ..
قصيدة بلا قافية ونهاية  
لا يعرفها سوى السؤال الأصيل
أشهد أنني أتنفّس الكلمات محاصرة  
في عالم اختنق بالصراخ العليل
وأحيا لأشهد أن الشّعر يبقى  
حين تسقط الأقنعة عن وجه مستحيل ..
أشهد أن الأسماء صارت بلا هوية 
والوجوه تحترف التنكّر في كل زاوية
وأن الحكايات تنتهي قبل أن تبدأ 
كأغان نسيتها شفاه ذاكرة عارية ..
أشهد أن الحبّ أصبح غريبا  
يمشي وحيدا في المدن الباردة بلا دليل
يرمي بقلبه على الأرصفة ويغني 
لفراغ الأزقّة العاتية بلا أيّ مستميل ..
أشهد أن الحلم كالغبّار يتسرّب 
بين أصابعنا بلا قرار ولا دليل
وأن الليل يبني قلاعه السوداء  
في عيون أرهقها الانتظار الطويل ..
أشهد أن الضحك أصبح مؤامرة  
وأن البكاء صار عنوانا للانتصار
في عالم يغتسل بالصمت ويهدي 
جراحه للرياح بلا اعتذار ولا اقتدار ..
أشهد أن الخوف صار رفيقا 
يقبع في الزوايا ويختبئ في الأحاديث
ويمدّ يده ليصافحنا في كل لقاء 
مع أننا في زمن غريب بلا وريث ..
أشهد أن الطرق ملّت المسير  
تعبت من خطى لا تعرف المصير
وأن الشوارع تبتلع أسماءنا بلا رحمة 
ولا تبالي بمن يموت أو من يسير ..
أشهد أنني لا أملك سوى هذا الحرف  
أخيط به شرخ الروح وأزرع به شجرة أمل
في أرض لا تعرف المطر ولا تعرف  
أن للحروف روحا وحدها تعرف كيف تصل ..
أنا ما نسجت الحرف كي أرضي الزّمانا 
بل كي أفجّر في الجموع هزالها
الحرف عكّازي إذا مالت خطاي
وكان دمعي في المسير سجالها
إنّي تعلّمت الحقيقة مرّة  
وأنّها تبقى إذا سقط الجموع 
وتكشفت أستارهم وأقناعها  ...
                        
                             بقلم : معز ماني . تونس .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة