بقلم الشاعر والأديب المبدع / عماد سالم أبو العطا
اللحظات الأخيرة
في اللحظات الأخيرة نكتشف أننا كُنا نجري خلف أشياء لا قيمة لها
ونسينا أهم ما في الحياة
الناس الذين يُحبوننا بصدق
وحين يقترب الوداع نندم لأننا صرخنا بدل أن نبتسم
لأننا ابتعدنا بدل أن نقترب
ولأن الأيام مضت وأخذت منا أحباباً واحداً تلو الآخر
ومع مرور الوقت نُدرك أن أغلى ما نملكه ليس البيوت التي بنيناها
ولا المال الذي تعبنا في جمعه
بل القلوب التي أحبتنا
والأحضان التي انتظرناها طويلاً
الآن نندم لأننا لم نحتضن أولادنا بما يكفي
لأنهُم كبروا بين الخوف والحُزن
ولم نقل لهم يوماً نحنُ فخورون بكُم
ولم نمسح دمعتهُم حين احتاجوا من يمسك بيدهُم
حافظوا على أولادكم
فلا أحد يُعوضهُم إذا انكسروا
كونوا سندهُم ومُعلمهم ودفئهُم
ولا تتركوهم وحيدين في الطريق
لا تُضيعوا أعماركُم في المشاكل
فالعُمر يمضي بسُرعة موجعة
واليوم الذي يرحل لن يعود أبداً
اجعلوا كلماتكُم طيبة ولقاءاتكم قريبة
فالقلوب لا تعيش طويلاً على الندم
اقتربوا من الناس الذين تُحبون
قولوا لهم إنكم تُحبونهم
سامحوهم واطلبوا السماح
فالقلوب لا تتحمل الانتظار طويلاً
وعندما يغيب أحدهم لا يبقى سوى الفراغ وصورة على الهاتف
وذكريات تُبكينا كُلما مرت أمامنا
وفي النهاية نُدرك أن أجمل ما في الحياة لم يكن المال ولا البيوت ولا المناصب
بل حُضن دافئ وقلب صادق
ووجوه كانت تُضيء أيامنا
عيشوا كُل يوم كأنهُ اليوم الأخير
واهتموا بمن تُحبون قبل أن يُصبحوا ذكرى موجعة
تعليقات