بقلم الأديبة المبدعة / حنان الجوهري
حوار بين الذكرى والخطوة القادمة
في نقطة لا يراها الزمن..
حيث لا يهيمن ماضِ ولا يسيطر مستقبل..
وقفت ذكري قديمة.. ترتدي عباءة من حنين
أمامها تقف خطوة قادمة تلمع ببريق الفكرة الاولي
قبل أن تتحول إلى قدر
قالت الذكري بانكسار كورقة صفراء..
من كتاب قديم لا زالت تفوح بعطرها
أنا جزء منكِ مهما حاولتِ نسياني
سأظل معلقة بخيطٍ من روحك
أخشى أن تمضي بدوني
كأني لم أكن يوماً مأوى قلبك
إبتسمت الخطوة القادمة..
تلك التي لم ترفع صوتها ابدا
قالت بصوتٍ ناعم
لا تخافي يا ذكري..
فالمُضي للأمام لا يعني أبداً طعن الخلف
أنا يا عزيزتي لم آتِ لأمحوكِ
لقد جئتُ لأعطيكِ معنى
ما القيمة إن لم أكمل أنا الخطوة التي بدأتِها أنتِ؟
تنهدت الذكرى.. كوردة أُمسِكَت برفق..
لكنني كثيراً ما أتعبت القلب
تركت فيه أثراً من خوف.. وشجن..و اشتياق
كيف تقوي بي القلوب وقد كنت سبباً في الوجع
ردت الخطوة القادمة بمنطق يلامس الحقيقة
من قال أن الجرح عدواً يا عزيزتي
إنّه دليل أن القلب عاش
ما من خطوة صادقة تقدمت
إلا إذا مرت فوق أرضٍ.. صنعتها دموع سابقة
أنتِ لست ضعفاً يا ذكري
إنكِ بداية فهم
رفعت الذكرى رأسها بخجلٍ طفولي قائلة
إذن.. هل تأخذين القلب معك أم تتركينه ورائي؟
هدأتها الخطوة القادمة كأم تهدئ طفلاً يئن و قالت
بل سآخذه معي ولكن..
كما صار بعد المرور بك
سأحمل منه النضج والقوة التي تركتِها فيه
سأترك خلفكِ الألم فقط
الخطوات غاليتي.. لا تسير بأحمال مكسورة..
إنّها تكمل المسير بقوة..
من الجمال الذي نضج من الشقوق
إقتربا من بعضهما..
كأنّ الزمن يُقَرٍب بين ماض يتنفس..
ومستقبل يولد
قالت الخطوة القادمة بلطف..
عزيزتي الذكرى
إذا بقيتِ في القلب بنقائك..
ستصبحين حكمة
وإذا بقيتِ بوجعك..
تصبحين قيداً
فأيهما تريدين أن تكوني؟
أطرقت الذكرى رأسها..
ثم رفعت رأسها وقد صارت أصفي وأنعم وقالت :
إذن يا عزيزتي خذي القلب معكِ..
وخذي منّي ما ينفعه..
واتركي خلفي مالا يليق به
لا أريد أن أكون دموعاً له.. أريد أن أكون له درساً
إبتسمت الخطوة القادمة
كأنها تعلن ولادة طريق جديد وقالت :
هيا إذن..
لقد آن لهذا القلب... أن يمشي.
تعليقات