بقلم الشاعر المبدع / الشاعر الأمي شرف الدين
"صرخة النور في زمن الظلام"
يا سائلي عن الحياة بين العلم والضياءِ **
بين طالب علمٍ ومن غاب عن نور البهاءِ**
كم شابٍ ضاع عمره في خمورٍ وممنوعاتٍ **
يزعم أنّ العلم لا نفع له سوى المفاخراءِ**
يقولون: "إذا درستُ، فما نفعها لنا؟" **
وإن نفعها، فسبقنا بها من كانوا الأمس سادة"**
والفساد في بلادنا صار قانونًا لا يُخفى **
والشباب يصرخ صمتًا في دروبٍ بلا إشعاءِ**
أرى الأسواق تمتلئ بغرائزٍ وعهرٍ **
والشوارع صارت مسرحًا للسرقة والفجارِ**
والحكام يغضون البصر عن فسادهم **
يزرعون الذل والفقر في القلوب والأوطانِ**
كم علمٍ ضاع في كتبٍ لم تُفتحْ **
وكم فكرٍ ثار في صدورٍ لم يُستمع لهُ أبداً**
الشباب يبحث عن السراب في ليالي الممنوعاتِ **
ويظنّ أن الحرية في خمورٍ وعطورٍ مسروقةٍ أبداً**
يا سائلي عن الحياة بين الحق والباطلِ **
بين نورٍ يُضيء الطريق وسوادٍ يلتهمُ القلوبِ**
العلمُ سلاحٌ، والجهلُ قيدٌ **
والفساد نارٌ تحرق المدن وتذيب الوعودِ**
تذكرْ كيف نبيّنا ﷺ أمّيٌ في الغار **
تلقى الوحي فتعلّم السرّ، وارتقى إلى المنارِ**
كم علمٍ وهدايةٍ جلب للأمم نورًا **
فأضاء القلوب والطرق بلا أي انكسارِ**
وأذكرْ عمر بن الخطاب، عدلُه للناس منارٌ **
رفع الظلم عن المظلوم، وحقّق للعدالة انتصارُ**
كم قلبٍ ارتاح حين رأى العدل قائمًا **
وكيف صار العمران والحق في الأرض انتصارُ**
أرى الحكام يعبثون بالثروات كما الطيفِ **
يسرقون ماءنا وذهبنا ويبيعون أرضنا بلا حياءٍ**
والشباب يصرخ في صمتٍ **
ينظر حوله ولا يجد سوى الجهل والضياعِ**
لكن الأمل باقيٌ ما دام فينا نورُ العلمِ **
ومشعلٌ في اليد يهدي العقول بلا مللٍ أو كَلَلِ**
فالعدل باقٍ، ولو ضاعت الأمم للحظةٍ **
كما عاد عمر رضي الله عنه بعد الليل إلى الفجرِ الجميلِ**
تذكرْ سقراط، وعبد الله بن مسعود، وابن رشد **
أضاءوا الدروب وعلّموا، وتركوا للناس عزًّا وعِقدَ**
ولا تنسَ موسى وفرعون، عبرةٌ للأزمانِ **
بين علمٍ وعدلٍ، وجبروتٍ وبطشٍ مُفتقد**
يا أيها الشاب، احذر من سراب اللذاتِ **
واحمل مشعل العلم وأضئ دروب الأجيالِ الباقيةِ**
فطالما الأرض تُسرق والفساد يزدهر **
فالعدل والعلم وحدهما يحميان من الضياعِ**
لتكن حياتك بين نور العلم والحقاءِ **
لا تبيع روحك لسرابٍ أو رهبةٍ أو أملٍ زائفٍ**
واكتب، اقرأ، وتعلم، واصبر على البلاءِ **
فالنور يظل للأحياء، والضياع للغافلين والخائفين دائمًا**
-القصيدة تتناول فلسفة الحياة بين العلم والجهل، وتسليط الضوء على ضياع الشباب واستهلاك الممنوعات، مع نقد الفساد السياسي والاجتماعي في المجتمعات العربية. تبدأ القصيدة بمقارنة بين طالب العلم والغافل عن المعرفة، وتبرز كيف أن الجهل يؤدي إلى ضياع العمر والفرص. تنتقل إلى انتقاد الفساد في الأسواق والشوارع والحكام الذين يغضون النظر عن الظلم، ما يترك الشباب ضائعين بلا هداية. تذكّر القصيدة النبي ﷺ الأمي الذي تلقى العلم في الغار كمثال أعلى على طلب العلم والهداية. كما تذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه كنموذج للعدل والإنصاف، ليبين أن الأمل والعدل لا يزالان قائمين مهما علا الفساد. القصيدة تستحضر شخصيات تاريخية وفلاسفة مثل سقراط وابن رشد، لتؤكد أن العلم والمعرفة نور للأجيال. في نهايتها، تدعو الشباب للتمسك بالعلم والعمل الصالح، والاعتماد على العدل والنور لمواجهة الظلام والفساد.
حقوق النشر محفوظة © بقلم الشاعر الأمي شرف الدين
تعليقات