بقلم الشاعر المبدع / ا . أحمد جاد الله
حِربَاءْ ✍️ أحمد جاد الله
ما كنتُ أحسبُ أن أرى مِثلَ
هذا الدهاءْ
في وجهِ حسناءٍ تُخَفِّي الأشقياءْ
تتلَوَّنُ الألوانَ في كلِّ اللقاءْ
مِثلَ التي تُدعى بِحقٍّ "حِرباءْ"
تبدو كواحةِ أُنسِ مَن قد تاهوا
وهي السرابُ بِقَفرةِ الصحراءْ
تُدنيكَ منها بالكلامِ المُنْتَقَى
وتصيدُ قلبكَ بالودادِ والثناءْ
ولها دُموعٌ إن بكتْ سبَّاقَةٌ
تغتالُ وعيَكَ في رداءِ بُكاءْ
حتى إذا أمنَ الفؤادُ لِقُربِها
أهدتكَ طعنتَها بِلا أدنى حياءْ
لا تأمنَنْ لِصَفائِها مهما بَدَا
فالغدرُ طبعٌ كامنٌ في الخفاءْ
تمشي لتُلقيَ بين صحبٍ فُرقةً
وتَسرُّها الأحقادُ والشحناءْ
حتى الوفاءُ إذا رأتْهُ تبدَّلتْ
كي تُطفئَ النورَ لدى الأوفياءْ
كم ظنَّها الصحبُ الكرامُ ملاذَهم
عندَ الشدائدِ أو عظيمِ البلاءْ
تؤذي الذي يهوى، وتُشقي مَن جَفا
لا فرقَ بين محبةٍ أو جفاءْ
وإذا تُواجَهُ بالدليلِ تَلوَّنَتْ
وتبرَّأتْ منها بكلِّ ذكاءْ
في كلِّ يومٍ تستعيرُ قِناعَها
وجهٌ بريءٌ من صنيعِ الأبرياءْ
في الوجهِ نورٌ كالبدورِ مُضلِّلٌ
والقلبُ يسكُنُهُ الظلامُ والبغضاءْ
لكنها تبقى وحيدةَ روحِها
فَالزيفُ لا يُبقي من الأصفياءْ
ليستْ مِنَ الإنسِ التي قد صُوِّرَتْ
مِن طينةِ الإحسانِ أو ماءِ السماءْ
هي لم تكنْ بشرًا يُعاشرُ بالوفاءْ
لكنها في الخُبثِ كانتْ "حِرباءْ"
فدعِ الذي لا قلبَ يحملُهُ
واهربْ بنفسِكَ من لظَى الأهواءْ
تعليقات