بقلم الشاعر المبدع / احمد لخليفي الوزاني

🌙 الواقف بجانب نومه

رجلٌ، بهندامٍ باهت،
مشروعُ شاعر،
تلبسه أسمال الحيرة والعدم،
كأنها ذاكرةُ الليلِ حين يشيخ قبل الغسق.

يحملُ أثقالَ هواجسِه،
كأنّهُ يجرُّ أذيالَ السؤال،
ويمضي بخطًى متعبةٍ،
كأنّ الطريقَ تَنَحَّتْ عن ظلالِه.

تنسلخُ من محيّاهُ أحلامُه،
كما ينسلخُ الجوابُ من السؤال،
وتبقى على وجهِه
ندبةُ الاستفهام.

ينامُ واقفًا
على رجلٍ واحدة،
كأنّهُ يتوازنُ على حدِّ الحلم،
بين السقوطِ والبقاء.

في نومِه
تتعالى أصواتُه كالزفرات،
كعصافيرَ مذعورةٍ في صدرِه،
تهربُ من قفصِ الحنين،
وتعودُ إليهِ في الصمت.

تمدُّ يداهُ إلى الأرض،
كأنّهُ يستعيرُ منها دفءَ البقاء،
أو يسألُها عن معنى الثبات.

في عمقِ سباتِه،
تتزاحمُ الظلالُ عليه،
تعانقُه كما تعانقُ الغيومُ
رذاذَ المطر،
وتُغلقُ النوافذَ والأبواب،
حتى لا يجدَ غيرَ صدرِه منفذًا.

حينها،
يفتحُ صدرَهُ على مصراعيهِ،
فتنهمرُ قشعريرةُ البوحِ منه،
كما تنهمرُ الذكرياتُ
من قلبٍ مكلوم،
ترانيمَ مثخنةً بوجعِ الحرف،
تتنفّسُ حبرًا،
وتبكي حبرًا،
وتبتسمُ...
كأنّها نجت من الغرق.

ويعلمُ — بعد طولِ البوحِ المكبوح —
أنّ القصيدةَ ليست حيلةً للنجاة،
بل وجهًا آخرَ للغرق،
وأنّ الحبرَ لا يُنقذ،
لكنّهُ يُمهلُ الجرحَ وقتًا أطولَ
ليقولَ وجعَهُ ببلاغة.

يبتسمُ...
ويمضي بقلبٍ مبلّلٍ بالثبات،
فما عادَ يخافُ من السقوط،
ما دامَ الحرفُ
قد علّمهُ الوقوفَ،
ولو على رجلٍ واحدة.

---

✍️ بقلم: الشاعر أحمد لخليفي الوزاني — شاعر وزانسيان 🌾

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة