بقلم الشاعر المبدع / احمد لخليفي الوزاني

عند حافة الليل

وأنا أسير في دروب الحياة،
رأيتُ قصيدةً تجلس على الرصيف،
وترتدي جلد أيامي،
تحمل عكازًا من وجع،
تبكي بلا صوت،
تصرخ بلا حنجرة.

سألتني:
"لماذا تأخرت حتى تغير لون وجهي؟"

---

رأيتها في عيون طفلٍ يتيم،
بلا ذراع،
وعلى خدود أمٍ نسيت الضحك،
وفي وجوه رجال ونساء...
نُبتت على قاحل،
تطلب المطر ولا يأتي،
تزرع الدموع ولا تحصد شيئًا.

---

رأيتها تمشي على قدميّ،
تنزف من صدري،
تحرسها أنفاسي الأخيرة،
وتنتظر ميلاد الكلمات.

قلت لها:
"لن ندفن وجعنا في الصدور،
لن نستسلم للصمت،
لن نترك القصائد تموت في الحناجر."

---

ورأيتها، وهي تضحك بسخرية، تقول:
"ونحن الآن نمشي على جروح الأرض،
وننتظر القلم."

أخذتُها إلى حافة الليل،
وأخبرتها:
"سنكتبكم قبل أن يكتبنا الغياب،
سنكتبكم قبل أن يختنق الصمت،
سنكتبكم قبل أن تسرقنا الأيام."

---

وهناك، عند آخر الطريق المنعرج،
رأيتُ جموع القصائد،
تنقش على جسدي العليل
بنار باردة،
وهي تنتظرني…
تنتظر خروج آخر الشهقات،
وميلاد الكلمات.

---

وها نحن مازلنا ننتظر،
قبل أن تُغلق فوهات الحناجر،
وقبل أن تموت الصرخات.

---

بقلم أحمد لخليفي الوزاني
شاعر وزانسيان
جميع حقوق النشر محفوظة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة