بقلم الأديب المبدع / نصر سيد بدر طلحه

ومضى قطار العمر 
   بالرغم من منظر ساعة الغروب الجميل الذي يخطف القلوب حين ترى الشفق الاحمر يبدأ في الانتشار.. وتبدأ الشمس في الانسحاب أخذة معها خيوطها الذهبيه الدافئة ويبتدى الليل يرخى سدوله شيئا فشيئا حتى يحل الظلام على الكون كله.
   بالرغم من جمال هذا المشهد وروعته وشاعريته..الا انه بالنسبه لي أنا شخصيا يعتبر من اسوء أوقات اليوم كله الذى ينقبض له قلبى وأشعر بنوع من الحزن الصامت يغلف روحى 
  فمنذ سنوات عديدة وأنا أعتبر أن ساعة الغروب هى 
الوقت ..الذي يتم فيه خصم يوم من رصيد عمرى وحياتى
لتنقص بذلك ايامى الباقيه من عمرى يوما إضافيا بدون ان 
اعيشه كما اتمنى أو كما ينبغي لى أن أحياه بعد أن اصبحت 
أعيش وحيداً بعد أن اعتزلت الحياه والناس.. منفرداً لا جليس ولا انيس لى بعد أن أدارت لى الحياه ظهرها وتناقص من حولى بالفراق أو الوفاه.. بداية من وفاة ابى وامى ثم زوجتى واخوتى واخواتى رحمة الله عليهم أجمعين.
    ومع كل غروب شمس يتناقص عمرى يوما تأخذه معها الشمس أثناء غروبها.. وأشعر أن انتهاء رصيد ايامى وعمرى كله سوف يكون في غروب يوما ما ..وحين يأتى الليل سيأتى 
دون أن أكون موجوداً على قيد الحياه التى عاندتنى وعانيت 
منها مؤخرا أشد المعاناه.
    كنت وأنا شاب أنتظر وقت الغروب بفارغ الصبر لاجلس فى شرفة منزلنا اقرأ أو أكتب واستمع لأم كلثوم تحديدا وأنا أنتظر مجيء الليل ليعقبه نهار يوم جديد أحيا فيه بكل إقبال على الحياه وبكل حيويه واستمتاع بالوقت والحياه .
    أما الآن فما اصعب وقت الغروب على قلبي وأنا أشعر بقرب نفاذ ونهاية رصيد ايامى وعمرى ورحيلى عن هذه الدنيا لاجتمع واقابل أخيرا كل من فارقونى وغادروا دنيانا
لنكون معا اخيرا بعد هذه الوحده التى طالت.. وبعد هذا العمر 
الذى مضى وولى .. وأخذ معه كل ما كان يساعد على الاستمرار في الحياه.. وأصبحت أحيا حياه ..لا حياه فيها.
.........
بقلم/نصر سيد بدر طلحه القاهره
@إشارة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة