بقلم الشاعر المبدع / محمد الصغير الجلالي
أقنعة البحر
أ. محمد الصغير الجلالي – تونس
في القاع
أهبط،
إِلى آخِرِ جُرْحٍ في رُوحي،
إِلى آخِرِ غُرْفَةٍ في اللَّيلِ،
حَيْثُ تسْقطُ الأَقْنِعَةُ،
وَيُغْلِقُ المَوْجُ عَلى أَسْرارِهِ.
القاعُ…
يقظةٌ، لا هزيمةَ،
يَقَظَةٌ مِنْ خُرافَةِ الضَّوْءِ،
وَبِدايَةُ بَحْثٍ عَنْ نارٍ
لَمْ تُبَعْ في مَزادِ الوُجوهِ.
فَما حاجَتي
لِلْقِمَمِ المُلوَّثَةِ بِالتَّصْفيقِ؟
وَمَا حاجَتي
لِارْتِفاعٍ يَمْحو وَجْهي؟
القاعُ…
أَصْدَقُ مِنْ أَلْفِ عُلوٍّ
مَصْنوعٍ مِنْ وهم.
القاعُ…
أَنْ أَبْحَثَ عَنْكِ
في آخِرِ دَرَجٍ مِنَ اللَّيْلِ،
حينَ يَغْفو الجَميعُ،
وَتَبْقى يَدي وَحيدَةً
تُفَتِّشُ عَنْ يَدِكِ.
القاعُ…
أَنْ أَكْتُبَ اسْمَكِ
عَلى جِدارٍ رَطْبٍ،
ثُمَّ أَمْسَحهُ ،
لِأَكْتَشِفَ أَنَّني كَتَبْتُهُ
عَلى قَلْبي لا عَلى الجِدارِ.
القاعُ…
أَنْ أَراكِ
في كُلِّ امْرَأَةٍ،
ثُمَّ أَعُودَ بِخيْبَةٍ،
لِأَنَّ عَيْنَيْكِ لا تُسْتَنْسَخانِ،
وَلأَنَّ قَلْبَكِ
لا يُباع في المزاد.
القاعُ…
أَنْ أَعيشَ مَعَكِ
في ذاكِرَةٍ قَديمَةٍ،
نُغَنّي مَعاً
أُسْطُوانَةً مَشْروخَةً،
لَكِنَّها أَجْمَلُ
مِنْ كُلِّ الموسيقَى .
القاعُ…
أَنْ أُغْمِضَ عَيْنَيَّ
فَأرى صُورَتَكِ،
أَفْتَحُهُما
فَلا يَحضُرني إِلّا غِيابكِ،
فَأَبْقى بَيْنَ صُورَتَيْنِ:
إِحْداهُما جَنَّةٌ،
وَالأُخْرى مَنْفًى
تعليقات