بقلم الأديب المبدع / د . علوي القاضي
«(5)» فلسفة الصمت «(5)»
د / : علوي القاضي .
... والصمت ليس إمساك اللسان عن الكلام ، بل هو سكون المشاعر وصفاء الذهن من الأفكار ، الصمت يعني أن تكون موجودا دون أثر على وجودك ، الصمت هو أن تكون حرفا لا يُكتب ، وكتابا لا يُقرأ ، وثرثرة لا تُسمع ، وصوتا لا تُقاس إهتزازاته ، الصمت لغة متمردة و عملة نادرة لا تصرف في بنوك الحروف و الأرقام
... عندما لاتعرفون كيف تصفون شعوركم ، أو تدافعوا عن أنفسكم في لحظة أو موقف ما ، فأعلموا أن لكم قلباً بريئاً لم يتعلم خبث الحياة
... الصمت لغة العظماء لأنه محمود في :
★ وقت التفكير . تدبير
★ وقت سماع النصيحة . أدب
★ لتفادى الفتنه . حكمة وصلاح
★ في حضرة الجهلاء . عزة نفس
★ في حرم الجمال . جمال
★ وقت الحزن . كبرياء
★ وقت الفوز . تواضع
★ وقت الغضب . قوة
★ وقت الفراغ . انتقام
★ وقت الثرثرة . بلاغة
★ وقت الحاجة . عزة
★ وقت العمل . إبداع
★ وقت السخرية . هيبة
★ وقت الإستفزاز . فوز
★ وقت البلاء والإبتلاء . إيمان وصبر
.. ومذموم في :
★ وقت الجلوس مع الأسرة . (صمت أسري)
★ وقت القرار . تردد
★ وقت شهادة الحق . خيانة
★ وقت سماع الباطل . جبن
★ وقت الظلم . ذل
★ وأخيرا هو ٱخر محاولة لإخبارهم بكل شئ لم يفهموه حينما كنا نتكلم
... وختاما ؛ تمر لحظات علي الإنسان يود أن يتوقف عن الحديث حتي مع نفسه ، ويفضل أن يعيش في صمت كامل بلا كلمة ، أو فكرة ، أو شعور
... وهذا ماجعل الشاعر يشكوا من الصمت والسكون حينما خيم على دار الأحباب فقال :
.. لا تسأل الدار عمّن كان يسكُنها *** الباب يخبر أن القوم قد رحلوا
.. ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله *** صمتٌ يُعاتب من خانوه وارتحلوا
.. يا طارق الباب رفقاً حين تطرُقه *** فإنه لم يعُد في الدار أصحاب
.. تفرقوا في دُروب الأرض وانتثروا *** كأنه لم يكُن أنسٌ وأحبابُ
.. اِرحم يديك فما في الدار من أحد *** لا ترجَ رداً فأهل الود قد راحوا
.. ولترحم الدار لا توقظ مواجعها *** للدورِ روح كما للناس أرواح
... ليس كل صامت غير قادر على الرد ، فهناك من يصمت حتى لا (يجرح غيره) ، وهناك من يصمت ولكنه يتألم ، وكلامه سيزيده ألما ، وهناك من يعلم أن الكلام لن يفيد إذا تحدث ، وهناك من يصمت وقت غضبه حتى لا يخسر أحدا ، ويبقي الصمت الأعظم هو صمتك ، كى ترتقي بنفسك وأسلوبك ، فلايوجد أحد يخلو من ضغوطات الحياة ، نحن نعيش على أرض أعدت للبلاء ، ولم يسلم منه أحد حتى الأنبياء ، فشكرا لمن التمس لنا العذر قبل أن نعتذر ، ولمن قدر أوضاعنا قبل أن نشرحها ، ولمن أحبنا رغم عيوبنا ، وعفا الله عنا وعن من ٱذانا ، وقال فينا ماليس فينا
... اللهم إجعل صمتنا فكرا ونطقنا ذكرا ونظرنا عبرا
تعليقات