بقلم الشاعر المبدع / ( شاعر وزانسيان ) احمد لخليفي الوزاني
🕯️ في زاويةٍ من الكلام
(قصيدة نثر – بقلم:
أحمد لخليفي الوزاني
(شاعر وُزّانسيان)
جميع حقوق النشر محفوظة
المقدمة:
منذ وقتٍ ليس بالبعيد، سكنتني صرخة اشتعلت في رأسي كالشيب. لم تكن شبيهةً ببيت شعر، بل كانت شرارة، كأن كومة من الغضب نفخت رمادها في قلبي.
الكلمة ليست تعبيرًا فحسب، بل قد تكون جرحًا يُترك ليتعفّن في دواخل ما لا يُقال.
تكوّر ذلك الذي لا يُقال في زاوية الكلام، وانتظرني طويلًا كي أكتبه. وها هو الآن، بلا قفاز، بلا مراوغة، ينزف بوضوحٍ مخيف.
في اللحظة التي ظننتُ فيها أني صمتُّ،
كانت الكلمات تُحاك من رمادي.
---
النص:
شيءٌ ما
لا يُقال،
يتكوّر في الظلّ كجرحٍ مؤجل،
يقبض الصبرَ بكلتا يديه
كأنه يقتاتُ منه
حتى ينالَ حظَّهُ من السلام…
كأنه صدى سؤالٍ
عالقٍ في حنجرةٍ احترقت بالصراخ... والملام.
وقد تكون رصاصةً نائمةً
في دمعةِ طفلٍ بلا مآل،
أو ظلّ أمٍّ تلوّحُ من بعيد
في عينِ من فَقَدها ولم يفقد انتظارها،
كغمزةِ نجمةٍ
في سماءٍ ابتلعها الظلام،
أو كزفرةٍ
كان الغياب فيها أسمى مقام.
يضيءُ في العتمة
حين يبدأ اجترارُ الأخبار،
ويحترقُ في صمتِ النهار،
يحملنا صوب خريطةٍ
لا تُرسمُ إلا وقتَ الانكسار،
حينها تُغنّي الحرية
بنبرةٍ مغبّرةٍ تحت الأنقاض،
وتفوحُ من حنجرةِ التراب
ريحٌ تشبهُ نَفَسَ الصبّار.
يُرشّ النسيانُ كالغبار
على شاشاتٍ
تتهافتُ على وَجعِ الانهيار،
وربما تعمّدتْ تلك الشاشاتُ
ببرودةِ ماكرة
أن تَجرحَ ما تبقّى من الإصرار.
شيءٌ ما
لا يُعلَّقُ له اسمٌ على الجدار،
وترفعُ له رايةُ الانتظار،
لا كاهن ولا مرتدّ،
لا خائنٌ
ولا بطلٌ يُصفَّقُ له الدمار،
هو مجرّد وجعٍ
يرتدي زيّ إنسان،
يتدلّى كوميضِ خبرٍ
من شارةِ البثِّ الأخير.
شيءٌ ما
يدركُ أن العالمَ
أصمٌّ… أبكم…
لكنهُ يُصرّ على الصراخ،
يرفسُ الصمتَ بدمعةٍ
ويكتبُ فوق جبينِ المُحال:
> "أنا الحُرّ،
ولو كنتُ على جرفِ المنال!"

تعليقات