بقلم الأديب المبدع / د . علوي القاضي
«(9)» العقل من منظور إسلامي «(9)»
(العقل والنقل والقلب)
دراسة وتحقيق : د/علوي القاضي.
... ثبت بالدليل والتاريخ أن الأمم التي لاتعلم (عقلها) وتكرم (علماءها) ، وتعيش في عصر التفاهة والتافهين ، تكون قد حكمت على نفسها بالفشل والفناء
... عندما سُئل الكاتب الروسي (أنطون تشيخوف) عن طبيعة المجتمعات الفاشلة ، أجاب أنه في المجتمعات الفاشلة ، يوجد ألف (أحمق) مقابل كل (عقل) راجح ، وألف كلمة (خرقاء) إزاء كل كلمة (واعية) ، تظل الغالبية (بلهاء) دائمًا ، وتغلب (العاقل) باستمرار ، فإذا رأيت الموضوعات التافهة تتصدر النقاشات في أحد المجتمعات ، ويتصدر التافهون المشهد ، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا ، فعلى سبيل المثال ، لاعبوا الكرة ، والأغاني والكلمات التي لامعنى لها ، تجد ملايين الناس يرقصون عليها ويرددونها ، ويصبح صاحب الأغنية مشهورًا ومعروفًا ومحبوبًا ، بل حتى الناس يأخذون رأيهم في شؤون المجتمع والحياة (الرويبضة) ، أما الكتاب والمؤلفون ، فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزنًا ، معظم الناس يحبون التفاهة والتخدير ، شخص يخدرنا ليغيّب عقولنا عنا ، وشخص يضحكنا بالتفاهات ، أفضل من شخص يوقظنا للواقع ويؤلمنا بالقول الحق
... ولذلك فإن الديمقراطية لاتصلح للمجتمعات الجاهلة ، لأن الأغلبية الجاهلة هي التي ستقرر مصيرك
... والعقل نعمة ميز بها المولى سبحانه وتعالى البشر عن سائر المخلوقات ، فمنهم (كذبا وظلما) جعله في المرتبة الثانية بجملة مسجوعة يرددها أتباعه بدون إستعمال ( النقل قبل العقل ) ، والعقل وهو كما نعلم أنه مناط التكليف ومنهم من إستغله للشر والدسائس والحروب ، وربما تفوقنا حتى على الحيوانات المفترسة في القتل والإفتراس ، والمخ وكافة أعضاء الجسم تعتبر وحدة واحدة
... التكليف رُفع عن فاقد العقل لذلك فهو مناط التكليف ، والعقل بطبيعتة يتوسع بالفكر في تلك الامور التي تتردد على حواسة ، فكثرة النظر في شئ يجعل الفكر فيه يتوسع إلى أن يجعلة العقل مع الوقت مبدأ ثم عقيدة ، وأيضا الأمر نفسة يتكرر مع كل حاسة يمكن إعتبارها كوسيلة إدخال بيانات للعقل ، فالناظر لحال الأمة وتوجهاتها أن أدرك وفهم سيعلم أين تكون بؤرة المشكلة ، أنظر أين يقضي الشباب أغلب أوقاتهم وستجد إلى أين نحن سائرون ! والمشكلة ليست في الشباب وحدهم ولكن لأنهم السواد الأعظم في المجتمعات ، فان فهموا فسيَخرج على الأرض جيل من أصلابهم (وهو المطلوب) يصنع ويتقن ويخدم الله على مايريد الله ورسوله
... العقل مناط التكليف
فقال تعالى ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .
لكن لو انك مربع الرأس ولا تستطيع إستخدام عقلك ، فهذا شي بينك وبين ربك
... العقل هو مناط التكليف وبه نفرق بين الحلال وبين الحرام ، وبين الذي ينفع وبين الذي يضر ، وبمقتضاه تقام الحجة فيكافئ الله سبحانه التقي ويعاقب الضال ، لذا فأنت مسؤول عن إختياراتك إما جنة وإما نار ، فلا تلوم إلا نفسك يامن تريد أن تكون للناس إماما ، ألم تسأل نفسك هل يصح أن تؤم الناس أم لا
... تحياتي ...
تعليقات