بقلم الشاعر المبدع / علاء فتحي همام
ألنخلة تتحدث/
ونخلة شَاهقة الأعالي سَامية
قالت والحدائق من حولها تتزيَّٕن
تَجرَّعت الصبر وبُحوره قاطِبة
فازددت صلابة وبالفِطنة أتبيَّن
فكم لي من عطاء يَرجوه مُغترِب
ولمكارم الاخلاق أسمو وأتحيَّن
أليس الشموخ يَكسوني بلفحته
والبوح بأفضل الثَمر عليَّ يتعيَّن
*******************
فكيف وكبريائي يُعانق مَنبعه
وحزن الصدور يُغادر ويَنجلي
أليس القمر وبدره ساطع نوره
والماء يَجري فوق ظِلي ويَهتدي
فلو علَمتم حنايا الحنين في مَهدِه
لكنتم قُدوة في وجه من يَعتدي
اليست الحياة كدموعي عزيزة
فمن ذا الذي يُصاحبني ويَقتدي
********************
وكم لي في الأرض مَواطن سَاهرة
تَهواني والطير ومَنْ حَولي يَحترم
وتِلك مَنازلي تبوح بوَجْد ظَلائِلها
فتُظَلِّل المُلوك ومَنْ يَعبر بالقَدم
أيا جالساً في رِحابي فأليك تَحيتي
أولا تعلم أنك وقد خُلقت من العَدم
ولي مَثَلاً ضُرب في القرآن وأنني
كالشَواهِق وأعذاقي لا تَعرف النَدم
********************
فكم مِنْ أقاويل في الشِعر تَمدَحني
فلا حِقد أحمِله ولا سوء ولا كذب
وأزود من غدر الجَبان وذي البَغضاء
فأُسقِط عَليه من الخير ما يَجِب
فيقف مزهولاً ومن وهل صَدمَته
يَنظر إلى الأعالي وبالصَمتِ مُرتقِب
وبين الناس بُذور الأحقاد يَزرعها
ذاك الشَحيح القيَم وللأخلاق مُغتَرب
فتكتَسي طِباع ذاك الحَقود بقسوتها
فتؤذي الشَريف صَاحب الحسب
وبين الصِعاب نِبراس العطاء مُنبَثِق
ونِعم الإله لا زوال فيها ولا نَضب
********************
فذا أنا أحمل الشَدائد ولا أبوح
بقسوتها وأُظَلِل الصبح والجُروح
والخَير عُيونه تَرقبني وتكسوني
والطير تُناديني مِنْ على السُفوح
فكيف أبخَل وذا المَكارم تَعرفني
وكل شيء في مَنازلي به أبوح
فذا السَخاء أحوالي وأصل تَربيتي
ولا أخشى غَيابات الدهر والنُزوح
وإن مِت فإني أمُوت واقِفَة وأبقى
شَامِخَة وإن أصابتني القُروح
ولي مع مريم قِصَة وإنها لتُشرِفني
وعِظَة وجنائِن الشَرف المذبُوح
فكيف والقرآن يَذكرني ويُبَاركني
أنْ أترك عِفَة النفس وطهارة الروح
كلمات وبقلم / علاء فتحي همام ،،
تعليقات