بقلم الشاعر المبدع / ( شاعر وزانسيان ) احمد لخليفي الوزاني

*هل أنا... حين لا أصافح نفسي؟*

يا أنت...
يا صديقي الذي لا يُلمَس،
لا يُرى،
لا يئنّ،
ولا يذوي...

يا أول نَبضٍ في داخلي،
قبل أن يحلّ بي زائرٌ غريب،
يفرش سريرَ الصِبا على جثتي،
ويأكل فتات خبزِ العمر اليابس.

أتذكر؟
كنتُ أجلس على عتبة الدار،
أحصي نجوم السماء،
وأدّعي أن الله سيهبني واحدةً،
إن حفظتُ نشيد الوطن بلا أخطاء

كنتَ هناك،
تضحك بلا صوت،
ضحكتك أبلغ من قسوة رغيفنا،
أوضح من وجع الليل الساكن فينا..

كنتَ نايَ روحي،
حين احتبس المذياع أنفاسه في الزاوية،
وصاحَ بتهكم: "الحياة بخير!"
فيما دفنت جارتنا ابنتها العليلة
بصمت،
فالدواء أثمن من القبور...

أيها الشبحُ الوفي،
هل تملّكت من هذا
الجسد الضيق؟
وهذه الذاكرة
التي تخنقها طوابيرُ الخبز،
وطوابيرُ المدرسة،
وطوابيرُ الأحلام..
المعلقة على شرط؟

كبرتُ،
وأنت ما زلتَ تجري في داخلي،
كالطفل الذي يلوّح بالحجارة،
يحطم كل شيء
عدا صمتي...

هل أنت أنا؟
أم أنا ظلّك الهشّ،
خرجت ناقصاً من رحم الحياة،
قبل أن تبلغ روحي نضجها؟

أجبني...
سئمتُ لعبة المرايا،
التي لا تعكس وجهي،
بل تصنع وجعاً في الزوايا..
مرتباً على مقاس الوقت...

يا أنت...
ابقَ إن شئت،
لكن قل لي:
هل تنام الأشباح بطمأنينة؟
هل تزرع الهدوء
في أرحام نومها؟
هل تكفّ عن الطرق
كل مساء.....
على جدران صدري المتهالك؟

أم كنتَ فقط...
خيالًا ولدته طفولتي المهجورة،
حين خانني العالم،
ولم أجد من أبكي له،
سواك؟

يا ظلًّا يصرخ في صمت الريح،
ونايًا يعزف ألحان الحنين،
هل تعرف أن قلبي لا ينام؟

أحلامه معلقة في ذيل ريح
هائج لا يمل من الدوران،
يزرع في دواخلي بذور الحزن،
فتنمو أشجار الذاكرة،
لكن بلا ثمار...

فهل تعود؟
أم تبقى شبحًا وحيدًا
في ردهات العمر،
ينتظر أن يُنسى،
ويترك لي حرية البكاء وحدي...

بقلم:
أحمد لخليفي الوزاني
شاعر وزانسيان
جميع حقوق النشر محفوظة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / عبده عبد الله الإدريسي

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب