بقلم الشاعرة المبدعة / د . آمنة ناجي الموشكي

طَعامُ القَومِ

ويَأتي الصُّبحُ مِنْ ديجورِ لَيْلٍ
تُعانِقُهُ مَشَقّاتُ النَّهارِ

لِيُخبِرَنا بِأنَّ النُّورَ يَأتي
إذا عُدْنا لِتَصحيحِ المَسارِ

نُوَحِّدُ فيهِ رَبَّ المُلْكِ نَمضي
إلى العَلْياءِ صَفًّا كالسَّواري

نُسانِدُ بَعضَنا بَعضًا كَأنّا
بروحٍ واحدٍ تسق الصحار

فَنُحييها بِروحِ العَزمِ فينا
لِيبدو المَرجُ زاهٍ بِاخضِرارِ

بِهِ الأزهارُ وَالأَنهارُ تَجري
فتُحيينا لنَعلو بِالشِّعارِ

بِوَحدَتِنا نَرى الأنوارَ تَسري
عَلى مَرِّ اللَّيالي وَالنَّهارِ

تُغَنّي في ضِفافِ النَّهرِ غِيدٌ
وَتَرشُدُنا إلى نَيلِ الفَخارِ

وَتُنشِدُ بِالأَماني شامِخاتٍ
إلى الأَفواجِ مِن نَسلِ الكِبارِ

أُباةَ الضَّيمِ مَن بِالخَيرِ جاؤوا
وَلَبَّوا مَن يُنادي: أَينَ جاري؟

يَقولُ الآنَ: يا أَبناءَ قَومي،
هَلُمّوا ساندوني في مَساري

دُعاةُ الكُفرِ وَالإلحادِ جاروا
عَلى داري وَعاثوا في صِغاري

أبادونا وَما زالوا فَصِرنا
حُطامًا في مَتاهاتِ الدِّيارِ

وَقَد أَمسَت مَبانينا خَرابًا
وَأَطفالُ الحِجارةِ في البَراري

طَعامُ القَومِ ريحٌ مِن هَباءٍ
وَماءُ القَومِ مِن باقِي الغُبارِ

وَأنتِ أُمَّتي، يا وَيلَ أُمّي،
بِكُمْ قَد صِرتُ مَهزومًا وَعاري

تُعينونَ الغَريبَ عَلَيَّ حَتّى
رَأيتُ الوَيلَ مِنكُمْ وَالمَرارِ

لِماذا لا أَنالُ الحَقَّ؟ قُولوا
وَأَرضي تَشتَكي جُرمًا وَعارِ؟

بِأيدي الغاصِبينَ تَنوحُ دَهرًا
وَأَنتُمْ تَرصُدونَ الانكسارِ

وَلَكِنّي بِعَونِ اللهِ ماضٍ
إلى العَلْياءِ فَخرًا بِانتصاري

شاعرة الوجدان العربي
ا.د.آمنة ناجي الموشكي
اليمن ١.  ٦.   ٢٠٢٥م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعر المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب المبدع / السيد صاري جلال الدين

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة