بقلم الشاعر المبدع / ساري مشارقة

إلى حــزّ الـحَــلاقــيـــمِ أيـا مَـشـــهـــورُ أنـبـيـني

أنا ابـنُ الـتَّــلِّ تعــرفُـنـي رفـيقُــك في المـيـاديــنِ

ونحنُ الصِّـيـدُ تجـمـعُـنـا بـلادُ الــخـيــرِ والـتّــيــن

ولـي جُـنْــدٌ أشـــاوســـةٌ دِمــاهـــم كـالـبـراكــيــن

يُزيلوا الضَّــيـم عن أهـلٍ لـيـوثُ الأرض،يـسقـوني

دِمــا مـن جـاءَنـا عِــلْــجٌ بـفِـعـلٍ دام يُــشـقـــيـني

ومـا مِــنّــا بــمُــنــهـــزمٍ حَـمـيـنا الأرضَ، زَيتوني

وكُــلٌّ هَــمُـــهُ نَـــصـــــرٌ عـلى الأعـدا،يسـوؤوني

وتَـعـلــمُ، أنتَ يا وَلــدي بـزُهـدٍي في النّـيـاشـين

كمِثـلـك، من بني قومي رَضِـيُّ الخُـلـقِ والـدّيــن

رِضـى الرّحـمـنِ غايتُـنـا وَبـتْـرُ الـشَّـرِّ،يَـكـفـيـنـي

وقـد،ولـدي عـرفـنـاهــم بُــغــاةَ الأرضِ يُـردونـي

ويُـردوا كــلَّ أمّـــتِـــنـــا أضـاعـوا الأَرضَ،باعوني

ولــكِـنِّــي،وتــعــرِفــنــي ســأزرعُـهـا شــرايــيـنـي

لـتُـنــبـتَ خَـيــرَ أَجـنــادٍ بـرغـم الـكَـيـدِ، كـادوني

فَـخَـمسٌ من بني قومي وخَـمـسـونٌ أَســافـيـنـي

غِـراسٌ في مَـهــاجِـعـنــا ولَــسْــنــا بالـمـجــانـيـن

شِــرارُ الأرضِ يـا ولــدي أَتـونـا كـي يُـغـيـظـوني

سَـنخْـلَــعُ جَـذرهـم مِـنّــا ونُـحـيـي مَـجْـدَ حِـطّـينِ

ولَـن نـرضـى،أيـا وَلــدي بإسْـــفـافٍ،وتَــَمـكــيــنٍ

لِـغـيـر الـحَـقِّ نَــعــرفُــهُ ومـا كُــنّــا بــبــاغــيـــنِ

وإنِّـي يـا بـنـي وَطـنــي بِـعـهــدٍ اللَّـهِ يُـحـيـيـنـي

وأَرضُ القُدسِ موعِـدُنـا لِــقـانـــا كــالـمُـحـبّــيــنِ

وأسـألُـــهُ،هــو الــبــاري يُـجـنِّـبـني الهـوى،دوني

فـلا أُبـلــى بـغـضـبـتـهــا بـخِـذلانـي فـلـســطــيـنِ

وأخْـشـى أَن أُرى يـومــاً  بقـدسِ الأرضِ تَشكوني

بـأنّــي يــا بــنــي أُمّــي وَضـيـعُ الـشَّــأنِ،مَهيــونِ

حَـنــوثُ العَـهــدِ يا ولدي ولـم أَرعى حِـمـى الدّيـنِ

فَــهـيَّـا نـحـمِـهــا نَـرقـى بــقـلـــبٍ لــلـمــوازيــــنِ

وغُـضِّ الطَّرفَ عن قولي بِـكِـتـمــانٍ سَـيُـبـقـيـنـي

مـع الأَحــرار  يـا وَلــدي وأَجـنـادي الـمـيـامـيــنِ

ولا تُـبـدي لَـهـم ضَـعـفــاً لَـعــلَّ الـلّـهَ يـهــديــنــي

لـخـيـر الخَــيــرِ أَتـبـعُـــهُ لِــــوأدٍ لــلــجـــراذيــــن

فـنَلــقــى الـلّـهَ يـا وَلـدي كـَفُـــرسـانِ الـمـيــاديـن

نُـري الـشُّـذاذَ مَـنْـعـتــنـا ورايـاتَ الــسَّــلاطــيـــن

بـنـي أَيــوبَ،أو قُــطـــزٍ حُـماة الـعِـرض،يَحموني

ويَـحـمـوهـا مَـرابِـضَـنـا مـن الأَوغـاد يَــسـقـوني

خـنـاهُـم،هُــم ذوو مَـكـرٍ سُـكـارى،هــم مُـضلِّـيـني

وما ظَـنّــوا بـنــا خــيـرًا ومـا كـانـوا سَـيُـبـقـونـي

لِــئـــامٌ فـي مـودَّتــهِـــــم يـلـوكـونــا لـــصِــهـيــونِ

ويُـحـيـوا عـمـرَهُـم مَكْراً ومــا كـانـوا مُـحــبّــيـني

فـهــم ضِــدٌّ لـحـاضِـرنـــا وهـم أَوغــادُ،ســامـونـي

وســامـوا أٌمّـتـي عُــمــراً مـن الأَحـقـادِ،يُـصـلـوني

ومـا كـانـوا لـنــا صَحبــاً ولــو يـومــاً،مُــريـديـنـي

بـأَن أَحـيـا هـنــا حِـيـنــاً ولا شـــاؤوا لــيـبـنــونـي

بـل الـخِـذلانُ طـبـعـهُــمُ أبـالـيــسُ الــشَّــيــاطـيــنِ

فَـمِـنْ لـورنــسَ،ذا مَـكــرٍ غَـريـبٌ عـن شَــرايـيـني

خـبـيـثُ الـنَّـفـس،مِحـقـادٌ لـئـيــمُ الـطَّـبـعِ والـطْـيــنِ

سَـــقــانــا مِـن دَنــاءتِـــه وأهــلُ الـبَـغـي،صِهـيـونِ

أَتــونــا،أبـطَـنــوا مَــكــراً لـــيُــردونـــا،بِـــلا دِيــــنِ

ولــكــن يــخــســـأوا،كــلٌّ هًـواهـا الـقُـدسُ يُـغـليـني

وكُــلُّ الأَهْــل،أُمّـــتُـــنــــا فِـــدا أَرض الــرّيـًاحــيــن

بِـهــا مِــعــراجُ هــاديــنــا إمــامٌ لـــلـــنّـــبــــيّـــيـــن

وهــاديــنــا لِـرِفــعــتــنــا رَحــيـــمٌ بـالــمــســـاكـيـنِ

فَـهـلْ،مـشـهـورُ،نُـحـزنــه بـتـســلــيـمٍ لِـغــوريـــونِ

ومَـن قـد جـاءَ يـسـرِقُـنــا لــغــولـــدا،أو لِــرابـــيــن

فــلا واللّـهِ لَــن يَــلــقـــوا نــشـامــانــا مُـنـيـخــيــن

ولــن نــرضـى لــهــم ذُلّاً سـتـسـحـقـهُـم سـكـاكينِي

ســيـحـيـوا بـيـن أَضـلُعـنا إلـى يــومٍ كـــحــطـــيـــنِ

يـلاقــوا فـيــه حَـتـفـهـمُ يـعــودوا كـالــمَـجــانـيــن

يــلـوذوا فًي شُـجـيــراتٍ غــراقــيــدَ الــثَّـعــابــيــن

تـدلُّ جــنــودَ رِفـعــتِــنــا شُـجـيــراتٌ،وتـدعـــونـي

أَيـا ابـنَ الـدّيـن،يـا أَمـلي وغـوثٌ،فـي الـمـصــلّـين

أَعـدّوهـا اسـتـطـاعـتـكـمُ وهـــاكــم مـن أذلـــونــي

لـمَـا قـد نـافَ عـن عُـمـرٍ رأيـتُ الـقَـهـرَ مِن دونـي

فـهُـبّــوا أمَّــتـي نَـحــيــا مِــن الـــشُّـــذاذِ أَروونـي

فَـغِــلّـي الـبَـتْــرُ يَـرويــه رِقــابـهــم بــسِـــكّــيـــن

نـدوسُ رؤوسَهم حصراً ونَســحـقُ مَن يُـعـادوني

ساري مشارقة

إربد

اكتملت. يوم الإثنين

بتاريخ 8 شعبان 1444

20 آذار 2023