بقلم الشاعر والأديب المبدع / السفير - د . مروان كوجر
" أشلاء أمِّي "
اغْمِدْ حسَامكَ لَمْ نَعُدْ أَحْرَارا
وَاذْعَنْ لوهْنِكَ وَاحْضُنِ الْأَشْرَارَا
عَاهَدْ عَدُوًّا كَيْ تَكُونَ بِمَأْمَنٍ
وَاخضع لِذلٍّ وَاهْجُرِ الأَفْكَارَا
واغفل بأَنِّي قَدْ نُسِبْتُ لِأُمَّةٍ
كَانَتْ لِثَأْرٍ تَقْطَعُ الْأَسْفَارَا
اليَوْم سَيلًا مِنْ دِمَائِي أَغْدقَتْ
وَغَدًا نسْأقُ أَذِلَّةً أَنْفَارَا
مَا بَالُ أُمِّي قَدْ كَبَتْ فِي لَحْدِهَا
تَأْبَى النَّهُوضَ وَلَاذَتِ الأَوْكَارَا
وَبَنَت جِدَارًا بَيْنَ إِخْوَةِ بَطْنِهَا
حَتَّى يَكُونَ لِخِزْيِهَا أَسْرَارَا
انْزَعْ قَمِيصَكَ قَدْ تَبَلَّلَ مِنْ دَمِي
وَالْبَسْ لِفَخْرِكَ طَرْحَةً وَإِزَارَا
أَيْنَ الْكَرَامَةُ قَدْ حَنَتْ فِي مَجْدِهَا
تَحْتَ الْعَمَائِمِ تَحْمِلُ الْأَوْزَارَا
أَنْعِي بِلَادًا قَدْ مَضَتْ في رَحْلِهَا
كَانَتْ بِمَاضٍ تَنْجِبُ الْأَحْرَارَا
لَمْ يَقْتلُوا فِينَا الشَّهَامَة وَاكْتَفَوْا
بَلْ جَاوَزُوهَا لِيقطعوا الأوصارا
لَم يَبْقَ فِي كُلِّ الْبِقَاعِ أَصِيلةٌ
صَهلَتْ بِمَاضٍ عِزٍّةً وَفَخَارَا
الْيَوْمَ نَتْرُكُ حَيِّزًا مِنْ أَرْضِنَا
وَغَدًا نُهَانُ وَنَرْتئيه خِيَارَا
متبجحٌ وُضَعَ الْحُدُودَ لِأَرْضِنَا
مُتَفَاخِراً وَيُقَرِّرُ الْأَدْوَارَا
هَذَا حَبِيبٌ لِلْكَبِيرِ مُقَرَّبًا
يُعْطِيهِ مَا نَطَقَ اللِّسَانُ جَهْارَا
نَامَتْ كَرَامَةُ أُمَّتِي فِي لَحْدِهَا
تُرَكْتُ ذَلِيلًا يَرْسُمُ الْأَسْوَارَا
آهٍ بِلَادِي كَمْ أَتَتْكَ ضَغَائِنٌ
حَتَّى جَعَلتِ مِنً الكِلَالِ ظِفَارَا
في كلِّ يومٍ أرتئيكِ بمحنةٍ
طَفِقَتْ بَنَانكِ تَجْمَعُ الأخْطَارَا
أَشْلَاءُ أمِّي خُضَّبَتْ مَع رَمْلِهَا
فَمَتَى نَقوم لِننجد الْأَحْرَارَا
هَذا العدوُّ مسلَّحٌ بِشِقَاقِنَا
رفعَ الحُدُودَ ويرسمُ الأنْهَارَا
تَأبَىٰ الكَرَامةُ أن نكونَ مطيةً
أو أنْ يكونَ صَهِيلُنَا إدْبَارَا
فالله يَنْصِرُ أمَّةً في جَمْعِها
فَانْبذ شِتَاتِكَ واتْبَعِ الأنْصَارَا
بقلم : سوريانا
السفير.د. مروان كوجر
تعليقات