بقلم الشاعر المبدع / محمد الدبلي الفاطمي

متى المآذِنُ

ظلَّ القِطارُ بِنا للْخَلْفِ مُتّجِها
ونحْنُ نَعْتَقِدُ الرّاعي قَدٍ انْتَبَها
غَصّتْ مَحَطّاتُنا بالنّاسِ فامْتَلأتْ
كأنّ رِحْلَتَنا الخُفّاشُ عَطّلَها
نَبْكي على أُمَّةٍ نامَتْ بِلا أجَلٍ
حتّى كأنّ صَقيعَ الجَهْلِ جَمّدها 
يا أُمّةً سَخِرَتْ مِنْ حالِها أُمَمٌ
ما كانَ في أُمَمِ الدُّنْيا لَها شَبَها
بالأمْسِ كانتْ تقودُ الكُلَّ قاطبةً
واليَوْمَ أمْستْ هَباءً لا وُجودَ لها

متى المآذِنُ بالتّكبيرِ تَرْتَفِعُ
متى الضّبابُ عنِ الإبْصارِ يَنْقَشِعُ
أهاننا العَصْرُ والتَّرْهيبُ قَزّمنا 
وفي الثّقافَةِ قدْ سيقَتْ لَنا البِدَعُ
يا وَيْحَ قوْمي أضاعَ الوَهْمُ مَسْلَكَهمْ
كأنّهُمْ في شِباكِ الجَهْلِ قدْ وَقَعوا 
لا يَقْبَلُ الذُّلَّ إلاّ خائفٌ وَجِلُ
بالكادِ صَوْتُهُ عِنْدَ القَصْفِ يَرْتَفِعُ
إنّ الكِفاحَ جميعُ النّاسِ تَعْرِفُهُ
ولَيْسَ كُلَّ ذَواتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ

إصْدَعْ فَصَمْتُكَ لا يَرْضى بهِ القدرُ
واخْلَعْ بِصَوْتِكَ جُبْنَ النّفْسِ يا بَشَرُ
وارْمِ الشّباكَ فإنّ البَحْرَ مُضْطِرِبٌ
والرّعْدُ قَعْقَعَ والأمْواجُ تَخْتَبِرُ
ضاقتْ ولوْ لمْ تََضِقْ عَيْشاً لَما انْفَرَجَتْ
والعُسْرُ في سَحْبِهِ التّيْسيرُ يَنْتَظِرُ
تِلْكُمْ شَريعةُ ربّي لا ابْتِدالَ لَها
والعَقْلُ تُوقِظُهُ الآياتُ والعِبرُ
ومَنْ تراهُ جَحوداً في تَصَرُّفِهِ
فاعْلَمْ بأنّهُ في الإنْسانِ يَتَّجِرُ

محمد الدبلي الفاطمي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعرة المبدعة / هالة خالد بلبوص

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة

بقلم الشاعر المبدع / على المحمد