بقلم الشاعر المبدع / محمد الدبلي الفاطمي
فقدْتُ قَريحَتي
سَئِمْتُ العَيْشَ مُنْكَسِراً كَئيبا
وقَلبي زادني وَجَــعاً رهــيبا
أُحِسُّ بِأنّني في قََعْرٍ بِئْرٍ
بِهِ الظّلْمـــاءُ أَنْجَـبَتِ النَّحـيبا
وَساءَ الحالُ حينَ أُصيبَ قَلْبي
بِطَــــعْنَةِ خِنْجَرٍ طَعْناً رَهيباً
فَقَدْتُ قريحَتي ولِجامَ فقْهي
فَكُــنتُ كأَنّني أَحْـــيا غَريبا
فَقَدْتُ إرادتي وَمُنى حياتي
كأَنّ الدّاءَ قَدْ غَلَـبَ الطَّـــبيبا
كَرِهْتُ العَيْشَ في الدُّنْيا شَريدا
أُقاوِمُ في تَقَهْــــقُرنا وَحيدا
أُدافِعُ عنْ وُجودي في بلادي
بأَحْرُفِ رَغْبَــةٍ ذَهَبتْ بَعيدا
شَهيقي للهواءِ يَفِرُّ منّي
وقدْ خـــنَقَ المَــسالكَ والوَريدا
وَنََظْمي للحُروفِ أراهُ رَجْماً
لِمَنْ خانوا الثّـقافةَ والنَّشيدا
سَأَبقى حامِلاً مِشْكاةَ بَوْحي
أُغَرّدُ عازِفاً لَحْـــــناً جديدا
أنا لَنْ أَسْتَعينَ بِغيْرِ رَبّي
وَحُبّــــي للنُّهى قدْ صارَ دَرْبي
سَأَهْجُرُ نَظْرَتي هَجراً جميلاً
وأَمْنَحُ أَحْرُفي أَحْــــلامَ لُبّي
وأُشْعِلُ شَمْعَتي منْ نورِ نَظْمي
لِأُخْرِجَ مِحْنَتي منْ قَــعْرِ قَلْبي
فَيَسِّرْ للمُباركِ يا إلهي
فَإِنّي فيكَ قَدْ أَفْنَيْتُ حُــبّي
فَعَوْني أنتَ في وَجْهِ المآسي
وأنـتَ اللهُ والرّحــــمانُ رَبّي
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات