بقلم الشاعر والأديب المبدع / ا . عماد سالم أبو العطا

صمود الأمل في وجه الألم

ظلمة تملأ الخيام لا يُنيرها سوى ضوء القمر الخافت أو شعلة نار صغيرة
تنتشر ألسنة اللهب بين أركان الخيام مُلقية بظلال قاتمة على وجوه النازحين المُنهكين
أصوات الأطفال تبكي من الجوع والخوف
وأزيز الطائرات الحربية التي تُلقى قنابلها المُدمرة
نسمع أصوات القصف من بعيد
ونرى آثار الدمار في كل مكان
نشعر بالخوف والقلق على مُستقبلنا ونُدرك أننا نعيش في ظل ظلم كبير
الحرب تغتال أحلامنا
وتُحيل منازلنا إلى خراب
وتُرغمنا على العيش في خيام من ورق لا تقي من برد أو حر
في هذه الخيام نعيش حياة صعبة قاسية
بلا أمل أو مستقبل واضح
نفتقد الشعور بالأمان والاستقرار ونعيش في خوف دائم من الموت
نرى أطفالنا يموتون أمام أعيننا
ونرى عائلاتنا تتشرد في الشوارع
نُصارع كل يوم من أجل البقاء
عيون الأطفال تملؤها الحيرة والخوف
بينما تتشبث الأمهات بأبنائهن باحثات عن ملاذ آمن من قسوة الواقع
رجالنا يبحثون عن عمل دون جدوى بينما يُحاول الكبار التماس العزاء في بعضهم البعض
رائحة اليأس تفوح في الهواء ممزوجة برائحة الطعام المُقلل
مشاعر ممزوجة بالحزن والقهر واليأس تُسيطر على قلوبِ من يعيشون في هذه الخيام
يبحثون عن سلام بعيد يبدو كأنهُ سراب في صحراء قاحلة
كل يوم يمر عليهم كأنها سنة
وكل ليلة كأنها دهراً
أحلام الأطفال تُذبح أمام أعينهم وضحكاتُهم تُخنق بِصوت الرصاص والقذائف
لكن الأحلام تبقى أحلاماً
جدران خيامهم من ورق لا تُخبئ خوفهم
فماذا ينتظرُهم في المستقبل؟
هل سيُشرق يوماً فجر الحرية والسلام ؟
أم ستبقى هذه الخيام شاهدة على مأساة إنسانية لا تنتهي؟
سؤال يُثقل كاهل كل من يراه
ويُثير مشاعر الحزن والأسى في القلوبِ
فما ذنب هؤلاء الناس الذين أُجبروا على ترك بيوتهم وأوطانهم
ليعيشوا في ظروف قاسية لا تُطاق؟
إنها أسئلة صعبة لا تُجيب عليها إلا الأيام القادمة
فهل ستُشرق شمس الأمل من جديد على حياة هؤلاء النازحين؟
أم ستبقى معاناتُهم خالدة في ذاكرة التاريخ ؟
لا أحد يملك إجابة قاطعة على هذه الأسئلة
لكننا لم نفقد الأمل تماماً
فنحنُ نؤمن بأن الظلام لا يدوم للأبد
وأن فجرا جديدا سُيشرق علينا يوماً ما
مع كل شروق جديد نُجدد إيماننا بألم قديم

عماد سالم ابوالعطا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الشاعرة المبدعة / هالة خالد بلبوص

بقلم الشاعر المبدع / محمد راتب البطاينة

بقلم الشاعر المبدع / على المحمد