بقلم الشاعر المبدع / احمد مليحيق
ترابي يرعى من ملح الخرافة
بعد
أن أتممنا تربيع
الفجر
حتى يلائم
ذهابنا
إلى آخر الحرف
وبعد
أن أنهينا
نفض التثاءب
عن المقبرة
سنصعد
باسمين إلى أول النحاس
فى الحوقلة
وإلى ما بقى
من نمنمة
على عدد الرماد
فى الحلق
سنكون
عالقين بين أنفاس
الخطى
وبين حنين البيوت
لبلل الصباح
بالبسملة
أكان هذا التراب ملاذا
لروائح الملح؟
فى النظر
لا الواح نخبئها
عن أظافر السماء
إتسعت فروة
الريح
خدش على لون
العتمة
على ما بقي
من الاّشيء
فى الشيء و شيئه
منذورون لحصيلة
الغيوم
قبل طرح الغائبين
منها
أكان هذا المجال
مزهرية لزجاج
الغياب؟
ماكنا نحلم
بأكثر من اقتراب
يغرف من رمادنا
نقش لهبوبه
قد نخفى سماءنا
بين تلال بياض
إستطال على حروفنا
إلى ما لا نهاية
لليقظة
وقد كنا
محظوظين
ونحن نعدد فراشاتا
صاعدة
من أكتافنا
إلى سؤال الحديد
عن معنى لأسماءنا
فيا ترابي
لا تكبر
ولا تشيخ
إبق طفلا
وضع لعبك على كتفي
وأبق قريبا
من تعب الريح
فلنا أسئلتنا
عن موعد القيامة
ولنا رجوعا
يليق
بالمتاهة
أمن الممكن؟
أن ينتهى بنا
النقش لأغنية عالقة
بين الخواء
ولنا ملح يتيه
فى الخرافة
نحن مستعدّون
الآن
بعد أن أتممنا
خروج الوردة
من صقيع
الغياب
يا ترابي
كن على سجيّتك
حتى لا يصيبك
الشيّب
كما أصاب
رئتي الكلام
يا ترابي
إقترب أكثر
من نوافذ الخفوت
فربما
يطّل من اليباس
حس
أاريحية الحمام
قرب العوطف
أو ربما
يسيل
تيه من غرائز
الفجر
حدس محدب
يطلّ
من ملامح الجدار
ساح على سحنة
البدء
تثلثتْ يا النداء
إمتثلنا لجموح
الظلاّل
حيث السهو ينزّ
من حرير الصدر
صحوة الاحمر
الصلب
تتطلع من رئة
النص
سوس يسوس
وساوس السيّاج
ويسرى
نحو عطش
جهة الفراغ
هل ندنوا
من توابيت التردد؟
حملنا قيعان
الروح
دقّة لحدة الملح
فى دائرة
دلقت فحولتها
على عنان
العتمة
لم نستأنس بذهول
الضيق
لم نهمس كعادتنا
لمربعات البياض
انفرجت
غرائز الرجوع
عن خطين يلتقيان
عند أسارير
اليقظة
هكذا
أتممنا تيهنا
وصعدنا
إلى قيلولة الضحكة
على نقش يتقبب
ويمرّ
من هلال الأنامل
تسعل
من فرط وجومها
وتضوع
على مكعبات الحليب
انفلات زاخرا
بالتجاعيد
لفزّاعة تلجم الملامح
عن صخب الضباب
فى الحلق
لنا
كل هذا الوضوح
يتكدّس
على نواجذ الحرف
أقمنا قيامتنا
خارج نشيدا أخضرا
للجسد
تماما
أخضرا
لتفهمه الارض
وترحل اليه
الحمام
فيا غيمي
و سحبي
هاتوا كفنا
لنواضر العشور
ونبرة رابضة
على رفرفة هوّة
فى الخيال
وأننا
إذا اقتربنا من ضمور
الضوء
ومن زفرة وفرة
فالتة من قبضة
النّبض
لزاوية رخوة
فى زينة الهواجس
ودقة
لا تفضى لملحنا
فهاتوا لهاثكم
يسعى فى حريرنا
فلنا
نضارة الانتظار
وشعور ثابتا
للطبيعة على زغاريد
أبوابنا
فواكه منذورة للتشنّج
صعود سارفا
فى التهّيأت
مقبلون
على تأقلم لا يلين
لا تهطل من اليد
يا نواقيس القيلولة
سنطلع من شغور
البداية
من البداية
أقمنا سبعا
على خريف الحرير
لا أول لكل شيء
هذه أولنا
بإقتراب ناضج
نقيس صحوة الغيم
بصفر تردد
أرخينا جحافل القول
على عباب التشوف
وما انتبهنا إلى شتات
الذبول
على أسقف الفكرة
لم يكن لنا
بوادر تشابه
مع انزواء الوردة
فى قلة الشّيء
فيا ترابي تحيّن
خدشك
على خلو التضاد
من فطرة الظّلال
واقترب أكثر
من تيهي
على ملح الخرافة
وأستقم
على خيط ماء
ولنا صدفتنا على شبر
من هذا الخلاء
فيا ترابي
لا تجزع
ولا تعلو
إلى فراستك تتدلى
واقترب من سجيتي
ضع الكناية على معصمي
فستبصر و لا يبصرون
احمد مليحيق تونس
تعليقات