بقلم الشاعر المبدع / دكتور زين العابدين فتح الله
إليكم الجزء الثاني من قصتي القصيرة
وما كان ربك نسيا
في فترة وجيزة تم تجهيز عش الزوجية و طلاء المنزل وإعداده لعرس "أحمد " و هند "
وفي نهاية اسبوع يقام حفل الزفاف وتذبح الذبائح وتعد المأكولات ويحضر المطربون والموسيقيون ويقام حفل زفاف غاية في الروعة لم يحدث من قبل في القرية.
كانت "هند" ذكية بقدر كبير فكانت تعرف كيف تكسب من حولها وكانت تقدم المأكولات والمشروبات لحماها "عبد الرحمن" وحماتها "سامية" وتعد لهم الفراش كل يوم و كل مايلزمهما من أمور و تسامرهم فكانت حقا نعم الزوجة.
كان "مختار" بحكم دراسته يقيم في المدينة ويرسل له والده أخيه "أحمد "كل أسبوع بالمال ونفقات الإقامة والدراسة كما ترسل الأم له مالذ وطاب من الطعام.
وفي نهاية الشهر يقضي مختار عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة واصدقاء القرية . كان دائما لطيفا مع زوجة أخيه" هند " وكان كلما عاد للقرية يشتري لها الهدايا والحلوى التي تحبها. كان يناديها بكلمة أختي "هند" تقديرا لدورها في معاونة أمه وأبيه!
و كان دائما مايوصي أخيه " أحمد " بحسن معاملتها ويقول له هذه بنت ناس طيبين. وهي أول فرحتنا!
كان التفكير في الحمل والولاده قد بدأ يشغل بال كلا من "هند" و زوجها "أحمد" !
وفي أحد الأيام تذهب "هند" إلى بيت أبيها وتخبرهم بأنها سعيدة بزواجها من"احمد" لكن حملها بمولود منه قد تأخر فقد مر عامين على زواجهما !
فتقول أمها السيدة "عايدة' لنذهب للمدينة إلى طبيب مشهور ليفحصك ويعمل اللازم و إن شاء الله يحدث حمل!
وبعد إتمام عدة فحوصات وتحليلات يعطي الطبيب "هند" العلاج وتستمر فترة عام لم تدخر "هند" جهدا و لا الأطباء لكي تحمل بطفل يكون أول وريث للعائلة.
وسيحمل لقب الأب "أحمد "والجد "عبد الرحمن".
تتفاقم المشكلة وتبلغ قلوب "احمد" و "هند" الحناجر وتتشتت الأفكار.
لم يعد بإمكانهما عمل شيء إلا و فعلوه!
-بدأ "أحمد" في مرافقة بعض اصحابه بالقرية والسهر معهم بإحدى حانات القرية يحتسون بعض المشروبات و يتبادلون الحكايات و ما يحدث و يستجد من أمور في أحوال القرية والزراعة وامتلاك الأراضي وما إلى ذلك من مشكلات طرأت على بعض الأسر والعائلات بالقرية لم تكن وارده من قبل!
و من هذه الروايات أن "محمد سويلم" قد كتب أرضه الخمسة افدنة لابنه الوحيد "سالم" ليحرم بناته الأربعة من ميراثهن فبعد وفاته تؤول الأرض لابنه بما يخالف الشرع والدين.
وقصص من هذا القبيل لم تكن من قبل في مجتمع القرية المحافظ.
و من هذه القصص أن "عليوة" قد ألح على أبيه أن يكتب له فدانين من الأرض أكثر من أخيه مما تسبب في إثارة خصومة ومقاطعة بينه وبين أخيه "كمال"
وبينما هم يحتسون ماطلبه كل منهم من مشروبات يبادر "سعيد المقدم " وكان صديقا "لأحمد عبد الرحمن " و كان موظفا بالجمعية الزراعية و يهمس في أذن "أحمد" أريدك في أمر خاص يهمك ويتنحى الاثنان جانبا عن باقي مجموعة الاصدقاء!
يبدأ سعيد حديثه؛
_"أحمد "،لماذا لا تطلب من والدك عمل توكيل عام بالأرض ( الخمسة أفدنة) ليتثنى لك صرف مخصصات الإنتاج الزراعي من تقاوي وأسمده ومبيدات؟
_ أنا أخشى أن يظن أبي الظنون ويغضب علي. يرد، "احمد"!
_ إن عمي عبد الرحمن يثق بي و لا يظن في شيء سيئ!
إن اخيك مختار قد أصبح مدرسا كبيرا هو و زوجته وليس في حاجة إلى الأرض!
وسأقنع والدك أن الأمر لن يكون إلا تسيير أمور الأرض!
_ إن كنت تقدر على إقناع والدي فلتفعل ولك ماتشاء من هدايا ومبالغ مالية ؛ يجيبه "أحمد"
_ اترك الأمر لي وسأخبرك بالخبر السعيد غدا وسنقوم بعمل حيازة للأرض باسمك وتصبح مالكا لها.
يعودا الإثنين إلى مجموعة الأصدقاء وبعد سهرة يرجع كل واحد إلى بيته!
عندما وصل "أحمد " كانت" هند " في انتظاره بمفاجأة لم يتخيلها!
أحمد ....أحمد.... بارك لي أنا حامل في طفل!
يقفز "أحمد " فرحا مهللا الحمد لله ألف مبروك ربنا يتمم لك الحمل والولاده على خير!
يبلغ "أحمد" والديه بخبر حمل "هند " ويهنئونها ويعقد الوالد النية على أن يعمل كعادته وليمه لأهل القرية.
يدخل "أحمد "و "هند" إلى حجرة نومهما ويبدأ في موجها حديثه اليها.
"هند" سأخبرك بأمر هام.... فاتحني فيه الاستاذ "سعيد المقدم " المهندس الزراعي المختص بحصر المساحات الزراعية وعمل العقود والحيازات الزراعية.
_ ما هذا الأمر المهم ؛يا "أحمد"؟ تسأل هند... فيجيبها أحمد..
بأن سعيد قد وعدني بأن يقنع أبي بعمل حيازة للأرض باسمي لأتمكن من صرف مخصصات الإنتاج الزراعي من الجمعية التعاونية الزراعية.
_ كيف ستصبح الأرض باسمك أليس هذا حرام أن تضيع حق أخيك" مختار" ؟ تتسائل "هند"!
لا لن يضبع حق "مختار" إنها مجرد خطوات روتينية لتسيير أمور ومصلحة الأرض لاسيما أن أبي قد بدأ المرض يداهمه!
انتظروا الجزء الثالث في أقرب وقت
الأديب الشاعر سفير د/ زين العابدين فتح الله
تعليقات