بقلم الشاعر / الدكتور وهيب عجمى
💐💐💐💐💐💐
مدونة ملتقى الشعراء والأدباء
💐💐💐💐💐💐
هدية الى العمال في مايسمى(عيدهم )
العمال يبنون القصور ويسكنون القبور
-ان المدائن شادها الفقراء
..... ..........................
أملى الزَّمانُ فدَوَّنَ البلغاءُ
إنَّ المدائنَ شادَها الفقراءُ
ياأيُّها العمالُ إنَّ عروقَكمْ
فيها لتجًارِ البلادِ غذاءُ
عرقُ الكفاحِ تصبُّه أجسادُكمْ
ويضيعُ في جوفِ الظلامِ عناءُ
نُقِشَتْ على قممِ الجبالِ أكفُّكمْ
فتزينت في عرسها البطحاءُ
أنتمْ على مرِّ الزَّمان سحائبٌ
ثمرٌ وسيلٌ حارقٌ وضياءُ
ولكم على صدرِ الجهادِ صحائفٌ
سُكِبَتْ عليها في النِّضالِ دماءُ
ياأيها العمالُ إنَّ دماءَكمْ
فوارةٌ دفاقةٌ معطاءُ
لولاكم ماقام فيها قائمٌ
ولحلَّ في دار ِالفناءِ وباءُ
فجماعةٌ الافيون أتخمَها الغنى
والكادحون وجوهُهم صفراءُ
جبلوا عجينَ الارضِ في أرواحِهمْ
والكلُّ في اكواخِهم سجناءُ
هذي بلادي طفلةٌ مذبوحةٌ
والمجرمون عصابةٌ اجراءُ
فمجازرٌ فَتَكتْ بكلِّ فضيلةٍ
وعلى الرَّصيفِ تناثرتْ أشلاءُ
وتخاصمَ الفُرقاءُ فيما بينَنا
وعلى الفقيرِ ترافقَ الفرقاءُ
نامتْ ضمائرُهم على أشلائنا
وإذا بِنا مثل الشُّموعِ حياءُ
نُشْوى على جمرِ الولائمِ كلِّها
لا الكأسُ ينفعُنا ولا النُّدماءُ
نعقَ الغرابُ على شجيرةِ كرمِنا
وتملَّكت بجلودِنا الجرباءُ
فتَلوَّعتْ في سجنِها حرِّيتي
حتّى اخْتفتْ فكأنَّها العنقاءُ
شَدَّتْ على أعناقِنا أمراسُهم
وتحكَّمتْ بمصيرِنا الغوغاءُ
عطشٌ وجوعٌ والبلادُ حرائقٌ
وكذا السهول يتيمة صحراءُ
وتعاقبَ الاوغادِ يحدو حدوَهم
أهلُ النِّفاقِ وساسةٌ جُهلاءُ
ألكلُّ في بحرِ الضَّلالةِ غارقٌ
وجلودُنا من سوطِهم زرقاءُ
والأُمُّ أذهلَها المُصابُ إذِ انْبرتْ
تفري الصفوفَ لصوتِها أصداءُ
من لي بهذا الكونِ يمسحُ دمعتي
لا الموتُ يسعفني ولا الأحياءُ
والعينُ أثقلَها الحنينُ فأُضْرِمَتْ
بالنّارِ تلهبُ جوفَها حمراءُ
ياسارقَ البسماتِ عن وجناتِها
كلُّ المزاعمِ في البلادِ عواءُ
ياقلعةَ الشهداءِ جئتُك ثائراً
أمُّّ الفداءِ يهدُّها الإعياءُ
يتحدثونَ عنِ الفضا ئلِ كلِّها
واللَّغو متراسٌ لهم ووقاءُ
يتجاهلون الحقَّ إنْ ذكَّرتَهمْ
فكأنما ذَهَبتْ بهم صهباءُ
يتقاسمون الصيد فيما بينهم
ويشدهم شطر الرهان خواءُ
يا ربُّ إنَّ الشَّعبَ مرميٌّ على
قدمِ الطريقِ تجرُّهُ العمياءُ
الشَّمسُ فوقَ جبينِها عبءُ الورى
ومِنَ الشُّعاعِ تُحرَّك الاشياءُ
والكادحونَ على مدار ِشروقِها
شُحُبُ الوجوهِ من الأسى تعساءُ
يا واضعَ الكلماتِ في إنشائها
لا القول ينفعنا ولا الإنشاءُ
إنَّ العظيمَ إذا تردّى دهرُهُ
ركِبَ المنايا ثائرا ًمتمرداً
عنف النسور تثيره الأنواءُ
فيشعُّ في عمقِ الدُّجى مُتوهِّجاً
نجماً تحارُ بكنهِه ِ الجوزاءُ
شعبَ الكارمِ لنْ تظلَّ مكبلاً
وعلى بِطاحِك يُذبَحُ الشرفاءُ
مهما تغطرسَ في مآتمنا الدُّجى
ستنالُ من كبدِ الدُّجى أضواءُ
اليومُ عيدُ العاملينَ وإنْ يكنْ
طيَّ الصدورِ غمامةٌ سوداءُ
ناضلْ ولا تكسلْ فحقُك سيِّدٌ
والسّارقون حيالَهُ ضُعفاءُ
الشاعر الدكتور وهيب عجمي لبنان
تعليقات