بقلم الشاعر والاديب المبدع / أ . عماد سالم.أبو العطا
عيد بلا ملامح
أتى العيد ... لكن كيف لي أن أفرح؟
والفرحة تاهت بين الغياب والحنين كانت الأيام تمضي مليئة بالبهجة وكانت الأعياد تُشرق بالوجوه المُضيئة بالأمل
أما الآن ... فكل شيء باهت
لا زينة تُزين الجُدران
لا ضحكات تُعانق السماء
لا أيادى تمتد لتحمل الهدايا
ولا قلوب تنبُض بالفرح
هذا العيد بلا طعم... بلا لون
نبحث عن ملامح الفرح في وجوه لم تعُد هُنا
في أصوات فقدت صداها
وقف الأب أمام ثياب العيد الصغيرة التي اشتراها قبل أيام يُمرر يده عليها بحُزن
ثم يلتفت إلى الكفن الأبيض
يُمسك بالقماش الناعم بأطراف أصابعه كأنه يرفض أن يُصدق
ثم يهمس بصوت مخنوق
كان يُفترض أن ألبسك ثياب العيد
أن أمسك بيدك الصغيرة ... أن نسير معاً بين الحارات وأرى الفرح في عينيك
لكنك رحلت ... رحلت قبل أن تفتح هديتك
قبل أن تسمع تكبيرات العيد في الصباح
والآن ... ها أنا أُلبسك الكفن بدلاً من ثيابك الجديدة
وأودعك لرحلة لا أدري كيف أواجهها
العيد قد أتى
لكن الأب لا يزال عالقاً في زمن لا يعترف بالأعياد
عماد سالم ابوالعطا
تعليقات