بقلم الأديب المبدع / د . الشريف حسن ذياب الخطيب
حين تصمت:
هو حين تصمت،
حين تحجب عنى نظراتك،
أشعر بحنين خافت،
كالدفء يلفُّ قلبي.
تهتز مشاعري كرقة ريشة الغزال،
تنقبض أنفاسي كخوف الطفل
من الظلام.
في سكون هذا الصمت،
أسمع نبض قلبي،
يهمس أحرف شوق، يردد اسمك بلهفة.
أتلمس أنَفاسك،
وأنا أصارع الغياب،
أحاول أن أقترب،
لكن الفراغ يزحف بيني وبينك.
ألملم أشلاء كياني،
أحاول جمع الأجزاء،
لكن غيابك يزرع الشرخ في كل ركن.
أنتظر عودتك،
أرقب الأفق بأمل خجل،
لعلك تعود،
وتملأ الفراغ بنور وجودك.
في ظل هذا الصمت المؤرق،
تتسلل ذكرياتنا إلى خيالي،
أعيد تشكيل لحظات الحب
التي جمعتنا،
واللحظات التي تفرقنا.
أغوص في ذاكرتي،
أستعيد نبرات صوتك الدافئة،
أتذكر كيف كانت يداك
تلامس وجهي برقة،
وكيف كانت عيناك تنظران
إلىَّ بحنان.
ويأتيني صداها الآن
كأنغام موسيقى حزينة،
تُذكرني بما فقدت،
وما لم أعد أملك سواه سوى الحنين.
أتساءل: هل ما زال قلبك ينبض
بحنين مثلي؟
هل تشعر بفراغي أنت الآخر؟
أم أني وحدي أعاني هذا الألم؟
أتوسل للزمن أن يعيد إلينا ما كان،
أتضرع للقدر أن يجمعنا من جديد.
فأنت كل ما أملك في هذا الكون،
وغيابك يشل حركتي،
ويسحق أحلامي.
عندما تغيب عني،
أشعر بالفراغ يغمرني،
ويحل الظلام في قلبي المنهك
من انتظارك.
أغوص في ذكرياتنا،
أستعيد تفاصيل لحظاتنا المفقودة،
أتمسك بها كما يتشبث الغريق
بقشة النجاة.
أتخيل رؤيتك،
لمسك، سماع صوتك مرة أخرى،
لكن الصمت المطبق يزرع
الأسى في روحي.
أتساءل: هل ستعود إلىَّ يوماً؟
هل سأرى وجهك مرة أخرى؟
هل ستمنح قلبي الراحة التي
يتوق إليها؟
في هذا الانتظار المحموم،
تتناثر أيامي كالورود المبتورة،
وأنا أحاول جمع بتلاتها المتناثرة،
لعلي أجد بداخلها شيئاً من ذكرياتنا.
لا أريد سوى أن أغرق في
عينيك مرة أخرى،
وأن أشاركك آمالي وأحلامي
كما كنا من قبل.
فأنت كل ما أملك في هذا الكون، وغيابك يشل حركتي
ويسحق أحلامي.
أرجوك عد إلىَّ،
فأنا لا أستطيع العيش بدونك.
د. الشريف حسن ذياب الخطيب
تعليقات