بقلم الأديب المبدع / صادق هاشم
{قُلْ لنْ يُصِيبنا إِلاّ ما كتب اللّهُ}
تؤكِّد السُّنّة الإلهيّة المرتبطة بأسبابها الإنسانيّة والكونيّة، تماماً كما هي مسألة الحتميّة الّتي يؤمن بها الآخرون في المؤثِّرات الإنسانيّة والظُّروف الموضوعيّة، مع فارقٍ واحدٍ بين الإلهيِّين والمادِّيِّين، وهو أنّ الإلهيِّين يعتقدون أنّ الله هو السّبب الأعمق في قانون السّببيّة، بما لا يلغي اختيار الإنسان في أعماله، وإدارته للواقع، بينما لا يرى المادِّيُّون ذلك؛ لأنّهم يعتبرون، من موقع تفكيرهم المادِّيِّ، أنّ الإنسان هو صانع التّغيير باستقلاله بعيداً عن إرادة الله تعالى، وربّما كان الإيمان بالقضاء والقدر هو الّذي يمنح الإنسان الطُّمأنينة بأنّ الحياة - حتّى في حركته الإراديّة - خاضعةٌ للسُّنّة الإلهيّة العاقلة القادرة الحكيمة، الّتي خطّطت لعمليّة الاختيار، كما خطّطت لعمليّة الحتميّة الكونيّة في الواقع، وهذا هو الّذي يُبعد الإنسان عن حالات التّمزُّق والتّردُّد والضّياع الّتي قد توحي بالعبثيّة في الإحساس السّلبيِّ أمام المتغيِّرات الكثيرة.
تعليقات